نفذها عالم السلوك الحيواني الأمريكي جون كالهون في العام 1958 و إعتبرها البعض إحدى أكثر التجارب السلوكية رعبا.. تعرف على التجربة التي بدأت بالجنة و إنتهت بالفناء!
تجربة "الكون 25" أو "تجربة كالهون".. إنها واحدة من أكثر التجارب المرعبة في تاريخ العلم، والتي حاول العلماء من خلالها فهم الأخطار المحدقة بالمجتمعات البشرية، جاءت فكرة "الكون 25" من عالم السلوك الحيواني الأمريكي "جون بي كالهون" John B Calhoun الذي أطلق تجربته عبر خلق "عالم مثاليّ" تعيش فيه مئات الفئران وتتكاثر بسلام.
وبشكل أكثر تحديدًا، قام "كالهون" ببناء ما يسميه "جنة الفئران" وهي مساحة مصممة خصيصًا بحيث تحصل القوارض على وفرة من الطعام والماء فضلاً عن مساحة معيشة كبيرة. في البداية، تم وضع أربعة أزواج من الفئران التي بدأت في التكاثر في وقت قصير مما تسبب في نمو سكانها بسرعة. ومع ذلك، بعد 315 يومًا بدأ تكاثرها في الإنخفاض بشكل ملحوظ.
وعندما وصل عدد القوارض إلى 600 عنصر تشكل فيما بينها تسلسل هرمي ثم ظهر ما يسمى بـالبؤساء، بدأت القوارض الأكبر حجمًا في مهاجمة المجموعة مما أدى إلى "الإنهيار" النفسي للعديد من الذكور، ونتيجة لذلك قامت الإناث بحماية أنفسهن وأصبحن بدورهن عدوانيات تجاه صغارهن.
مع مرور الوقت، أظهرت الإناث سلوكيات عدوانية بشكل متزايد و بدت عليها عناصر العزلة وإنعدام الروح الإنجابية بحيث كان هناك معدل ولادة منخفض جدا، وفي نفس الوقت ظهرت زيادة في معدل وفيات القوارض الأصغر سنا. ثم ظهرت فئة جديدة من ذكور القوارض تسمى "الفئران الجميلة" والتي رفضت التزاوج مع الإناث أو "القتال" من أجل مساحتها وكل ما كانت تهتم به هو الأكل والنوم فقط.
إلى أن كان "الذكور الوسيمون" و "الإناث المعزولات"، في وقت متقم من التجربة، يشكلون غالبية السكان !
من ثم وصل معدل وفيات الأحداث إلى نسبة 100% ووصل معدل الإنجاب إلى الصفر، لوحظ بعد ذلك ظهور سلوكيات شاذة و دخيلة على مجتمع القوارض أو الفئران من قبيل المثـ...لية الجـ...نسية بين الفئران المهددة بالانقراض، وفي الوقت نفسه، إزداد سلوك أكل لحوم الفئران (أي أكل الفئران للحوم أبناء الجنس نفسه) على الرغم من وفرة الطعام، ليصل الحال بعد عامين من بدء التجربة إلى ولادة آخر فأر في المستعمرة!
بحلول عام 1973 (حيث إستمرت الجربة من العام 1968 إلى العام 1973) قتل آخر فأر في مستعمرة "الكون 25" !
كرر "جون كالهون" John Calhoun التجربة نفسها حوالي 25 مرة بعد ذلك، وفي كل مرة كانت النتيجة هي نفسها، ليتم إستخدام تجارب "كالهون" العلمية و نتائجها كأنموذج لتفسير مفهوم "الإنهيار الإجتماعي" و أصبحت أعماله نقطة محورية لدراسة علم الإجتماع الحضري.