هل تسبح تونس حقا على إحتياطيات ضخمة من النفط و الغاز ؟!

بعد جملة من الأخبار و التقارير عن وجود إحتياطيات هائلة من النفط و الغاز قبالة السواحل البلاد ..
مسؤول بمؤسسة النفط التونسية ينفي صحتها و يحسم الجدل !







مسؤول بمؤسسة النفط التونسية ETAP ينفي صحتها و يحسم الجدل !







كشف مستشار في المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية ETAP (حكومية) عن عدم دقة بعض الدراسات الصادرة عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية التي أشارت إلى وجود إحتياطيات ضخمة من النفط و الغاز قبالة سواحل البلاد بالقرب من الحدود الليبية 


و أوضح المستشار "الحبيب الطرودي" في المؤسسة الحكومية التونسية للنفط بأن التقرير الصادر عن وكالة المسح الجيولوجي الأمريكية لا تتعدى كونها مجرد دراسة جيولوجية تم إجراؤها في حوض سرت الليبي و الأحواض المجاورة له و بما يعرف بحوض بيلاجي التونسي 











من جهتها أفادت الهيئة الأمريكية للمسح الجيولوجي وفق باحثيها بأن حوضين كبيرين للنفط و الغاز يقبعان على مساحات واسعة ما بين ليبيا و تونس مؤكدين وجود نحو 4 تريليونات برميل من النفط و 38.5 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي إضافة إلى نحو 1.47 تريليون برميل من مكثفات الغاز في ليبيا و تونس 


لكن المسؤول في المؤسسة التونسية قد رد على الدراسة الأمريكية بأن الدراسات الجيولوجية تبدد تلك الأرقام الضخمة و تربط مدى نجاح حقول النفط بنتائج عمليات الإستكشاف الجديدة ٫ مشيرا إلى أن الحوض المعني (بالدراسة) يضم كلا من خليج قابس و خليج الحمامات و منطقة الساحل و صفاقس و خليج القيروان وصول إلى الوطن القبلي (شمالي شرق البلاد) و هو حوض جيولوجي غني بالترسبات تناولته العديد من الدراسات 


و أضاف "الطرودي" أن المنطقة قد شهدت منذ السبعينات عمليات مسح زلزالي لنحو 200 ألف كلم و تم حفر 220 بئر في خليج قابس و الحمامات و سواحل الوطن القبلي و هو ما أفضى لإكتشاف حقول "عشتروت" و "أميلكار" و "صدربعل" و "سريسنا" و "سيدي الكيلاني" و "رامورا" و "بلي" و "المنزه" ٫ التي تشهد بدورها إنخفاضا طبيعيا مستمرا في الإمتاج وفق وكالة الأنباء التونسية ٫ و منذ العام 1990 لم يشهد الحوض أي إكتشاف جديد 












لكن عمليات الإستكشاف قد توقفت وفق نفس المصدر لعدم إثبات الدراسات لوجود مكامن وفيرة ذات قدرات إنتاجية ٫ بل إنه لم تحفر أية آبار أخرى على مستوى "حوض البيلاجي" التونسي ٫ بإستثناء حقلي "عليسة 3" و "مهدية 3" ضعيفي الإنتاج ٫ منذ سنة 2009 


و حسب المصدر المسؤول فإن الدراسة الأمريكية تعود إلى ما قبل العام 2011 و هي تفتقر إلى الدقة لعدم إعتمادها على المسوحات الزلزالية الخاصة بتلك الأحواض الرسوبية التي يمكنها التكهن بوجود المكامن و معرفة أحجامها ٫ في حين بينت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن أحد الحوضين (المفترضين) هو حقل عملاق يقع في تونس في منطقة "بودبوس" بأجزاء في اليابسة و يمتد في أغلبه على السواحل الشرقية للبلاد بحيث يبدأ شمالا من سواحل بنزرت و خليج تونس و يمر بالوطن القبلي (نابل) و من ثم منطقة الساحل و القيروان و صفاقس و خليج قابل وصولا إلى بن قردان و الحدود البحرية مع ليبيا و يمتد لاحقا داخل المياه و الأراضي الليبية إلى تخوم مدينة "مصراتة" في حين يقع الحقل الثاني في ليبيا و هو حقل خليج "سرت" 


و أضاف أن حوض "البيلاجي" التونسي غير مثير للإهتمام (من حيث الإستثمار) و هو حسب بعض شركات النفط غير قادر على تحقيق نتائج إيجابية إنتاجيا خاصة بعد إكتشاف حقول "أميلكار" و "صدربعل" ٫ غير أن المؤسسة الحكومية تبذل مزيدا من الجهود لتطوير الإستكشافات في هذا الحوض الذي يعد حفر 300 بئر فيه غير كاف لسبر إمكاناته و الحال أن الدراسات تشير إلى ضرورة حفر بئر كل كيلومتر مربع !












إضافة إلى ذلك ٫ أكد الدكتور في الجيولوجيا النفطية و المستشار بللمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية "الحبيب الطرودي" أن على الحكومة التونسية الإسراع في تحيين قانون المحروقات لجلب الإستثمارات في مجال الطاقة الأحفورية ٫ خاصة و أن تونس لم تستقبل أي شركة كبيرة مختصة في الإستكشاف منذ 15 عاما و ذلك لأن أحواض تونس تعتبر معقدة جيولوجيا خاصة بجهة الشمال و الوسط فضلا عن أنها منخفضة المردودية 




و تضم خريطة الآبار البترولية في تونس حوالي 1100 بئر يعتبر 80% منها آبارا غير منتجة ما يرفع من أخطار الإستكشاف و يخفض نسب النجاح إلى 10% فقط ٫ ناهيك عن تواجد هذه الآبار على عمق يتجاوز 3 كلم الأمر الذي يزيد من كلفة الحفر و التجهيز و حتى مرحلة الإنتاج ٫ ذلك أن كلفة البئر الواحدة على اليابسة تتراوح ما بين 15 و 20 مليون دولار و ما بين 40 إلى 50 مليون دولار في البحر ٫ و يعد كل ذلك أسبابا لتراجع الإنتاج في تونس من نحو 80 ألف برميل يوميا في سنة 2000 إلى نحو 35 ألف برميل يوميا في الوقت الحالي ما يجعل البلاد تعيش عجزا طاقيا بنسبة 50% إلى 60% .











المصدر  ::  مواقع إخبارية



وسم : طاقة 

إقرأ أيضا : 












مستقبل المعرفة© 

أحدث أقدم