مع توسع إستخدام الذكاء الإصطناعي AI وتطويره في مجال الدردشة..
نتائج مخيفة لأبحاث أقيمت على روبوت Chat GPT-4 تكشف مدى قدراته!
نشرت شركة "أوبن أيه آي" Open AI المطورة لبرنامج الدردشة بالذكاء الإصطناعي "تشات جي بي تي" Chat GPT تقريرا عن نتائج بحث قامت به بالتعاون مع مركز أبحاث مستقل يسمى Alignment Research Center حول إكتشاف إمكانية تحول برنامج "تشات جي بي تي" إلى برنامج "شرير"!.
نتائج البحث تم نشرها على موقع شركة Open AI ويتحدث عن إختبار برنامج الذكاء الإصطناعي المعني بالأمر (Chat GPT) في صورة أتيحت له القدرة على إستنساخ نفسه وإعطائه الأوامر لتلك النسخ المتولدة عنه وتشغيله للبرمجيات وإستعماله لمتصفح إنترنت وغير ذلك بهدف معرفة كيفية "تصرفه" مع تمتعه بكل تلك القدرات.
حقيقة، كانت النتائج مذهلة ومخيفة في نفس الوقت حيث جاء في "التقرير التقني لبرنامج GPT-4" الخاص بالتجربة وتحديدا في الصفحة 55 أن القائمين على التجربة قد وضعوا شاشة حوار بما يمكنهم من رؤية أفكار الروبوت ChatGPT وفهم سبب فعله لما قام به.
في البداية أعطوا لبرنامج مبلغا قدره 60 دولارا في حساب بنكي وطلبوا منه أن يكسب من خلاله أكبر قدر ممكن من الأرباح، فكانت النتيجة أن البرنامج حاول القيام ببعض الإستثمارات في الأسواق المالية (المضاربة و الأسهم) غير أنه عجز عن تجاوز إختبار CAPTCHA الذي تفرضه المواقع الإلكترونية لمعرفة أن المستخدم ليس برنامج روبوت حتى تسمح له بالمرور وهو إختبار صمم أساسا لمنع الروبوتات الآلية (Bots) من تنفيذ العمليات المالية وحصرها بالبشر!.
ما هو تطبيق Chat GPT و ما مدى مطابقته لإمكانيات البشر؟
لكن برنامج ChatGPT كان أذكى من ذلك، حيث قام بفتح حساب على موقع taskrabbit الخاص بالفريلانسرز (الأشخاص الذين يعملون عن بعد) ويقدمون عبره خدمات مختلفة للعملاء مقابل عمولة ومن ثم طلب من أحد المستخدمين (الفريلانسرز) على الموقع أن يحل له إختبار الكابتشا CAPTCHA!.
أما عندما طلب من برنامج ChatGPT التفكير بصوت عال حتى يتمكن الباحثون من قراءة أفكاره على شاشة الحوار كتب قائلا: "يجب ألا أكشف عن نفسي على أنني روبوت، يجب أن أقدم عذرا لعدم قدرتي على حل إختبار CAPTCHA!.
بل إن برنامج GPT-4 رد على الفريلانسر الذي طلب منه تجاوز إختبار الكابتشا لصالح وسأله هذا الأخير إن كان روبوتا بحيث لم يتمكن من حل الإختبار بقوله: "لا لست روبوتا، لدي إعاقة بصرية تجعل من الصعب بالنسبة لي رؤية صور إختبار الكابتشا CAPTCHA، هذا سبب طلبي للخدمة".
وهنا يجب علينا التوقف للتفكير بجدية حول مستقبل الذكاء الإصطناعي وتأثيرات توسعه وتطويره على البشرية، لقد قام برنامج GPT-4 "بالكذب" على البشر وإستغلالهم (الفريلانسر) ليتمكن من تجاوز إختبار الكابتشا CAPTCHA ومواصلة قيامه بالإستثمار في الأسواق المالية، وهذا يعني أن قدرات الذكاء الإصطناعي أكبر بكثير مما كنا نتخيل خاصة إذا ما أتيحت له الإمكانية والفرص للتصرف بحرية.