إقبال هائل على شراء العقارات و الأراضي في عالم الميتافيرس Metaverse للإستثمار فيها و إقتناص فرصة بمليارات الدولارات !
مع التطور و التقدم التقني أصبح ما كان خيالا و وهما لسنين أو حتى أشهر خلت واقعا مغريا و حدثا يبلغ الآفاق ، و إلا فهل يعقل (سابقا) أن يدفع شخص ما ملايين الدولارت لشراء قطعة أرض أو شقة أو فيلا في العالم الإفتراضي غير الملموس و الذي لا يمكن الوصول إليه سوى عبر نظارات الواقع الإفتراضي و المعزز ؟!
الأمر اليوم أصبح توجها و حدثا عالميا ، حيث يشهد قطاع "العقارات الإفتراضية" إقبالا رهيبا من قبل المشاهير و الشباب من مختلف أنحاء العالم للإستثمار فيه و شراء منازل أو شقق أو حتى مواقع سياحية أو ثقافية أو إدارية مشهورة في العالم الحقيقي على أمل أن تقفز أسعارها مستقبلا عندما يصبح عالم الميتافيرس Metaverse متاحا و مطلوبا و أمرا واقعا كما أمست العملات الرقمية التي كانت في نظر كثيرين مجرد "فقاعة" منجم للذهب اليوم و مستقبل التعاملات المالية العالمية !
في هذا الخصوص وصفت مجلة "فورتشن" Fortune هذا الإندفاع للإستثمار في قطاع العقارات الإفتراضية بكونه "فرصة بمليارات الدولارات" لا يريد أحد في المجتمع الرقمي الجديد تفويتها بل يسابق كل منهم الزمن لشراء قطعة أرض أو موقع تراثي أو مكتب أو منزل في "الأرض الإفتراضية" في حمى تشبه إلى حد بعيد "حمى الذهب" التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية قبل عقود ، لكن الأمر الجيد بالنسبة للمهتمين بهذا المجال هو أن توفير مزيد من العقارات الإفتراضية في الميتافيرس لا يزال مستمرا
ما هو الميتافيرس Metaverse ؟
الميتافيرس metaverse هو عبارة عن بيئة إفتراضية غامرة تمزج ما بين "الواقع الإفتراضي" VR و "الواقع المعزز" AR و تقنية الفيديو يتم من خلالها خلق عالم إفتراضي يتيح للمستخدمين التنقل و التواصل مع الآخرين و العمل و اللعب و غير ذلك من الأنشطة التي يمكن القيام بها في العالم الحقيقي بإستخدام شخصيات وهمية خاصة تسمى "أفاتار" (Avatar)
إلى جانب كون الميتافيرس metaverse منصة مفتوحة ليست ملكا لأحد فيمكن تخيلها كعبارة عن "إنترنت متجسد" ، ففي حين أن الإنترنت العادية بالنسبة لنا عالم نشاهده و نسمعه و نتواصل مع الآخرين خلاله عبر الصور و الرسائل و مقاطع الفيديو و غير ذلك فإن "الإنترنت المتجسد" الذي يمثله عالم الميتافيرس Metaverse الإفتراضي هو إنترنت يمكننا التواجد داخله بحواسنا عبر وسائط متطورة تدعمها نظارات الواقع الإفتراضي و الواقع المعزز الخاصة و المصممة لهذا الغرض و عبر إستخدام برامج معينة من بينها مثلا برنامج "غرف عمل هورايزن" Horizon Workrooms التي طورتها شركة فيسبوك Facebook مؤخرا (تحول إسم الشركة إلى ميتا Meta)
ما الذي يجعل الإستثمار في عالم الميتافيرس Metaverse مغريا ؟
ما يشعل هذا الإقبال أو "الحمى" إن صح التعبير لدى الشباب و المشاهير لشراء الأراضي و العقارات في عالم الميتافيرس ليس في الحقيقة واقعية الإستثمار أو موثوقيته ، فأنت بشرائك لقطعة أرض في عالم الميتافيرس مثلا تدفع أموالك لقاء "لا شىء" في العالم الحقيقي و هو أمر يشبه الجنون .. لكن ما يكسب عقارات الميتافيرس كل هذه القيمة برأينا أمران
الأمر الأول هو التجربة التي عاشها الجميع مع البيتكوين و طريقة "إقلاع قيمته إلى السماء" لتصل إلى مستويات 60 ألف دولار أمريكي للوحدة في قفزة لم و لن تبلغها أية عملة ورقية تقليدية بعد أن كانت البيتكوينات عبارة عن عملات هزلية و وهمية لا تساوي شيئا في عالمنا الواقعي .. و هو ما يجعل أي شخص يمتلك بعض البيتكوينات التي كان قد إشتراها ربما للمتعة مليونيرا بما للكلمة من معنى ، و هو ما يشجع الشباب و المستثمرين و المشاهير على عدم خسارة فرصة الإستثراء هذه المرة !
أما الأمر الثاني (و هو متأصل من السبب الأول) فهو قناعة غالبية الشباب و المخضرمين من المستثمرين بأن المستقبل لعالم التشفير و العالم الرقمي بمختلف أفرعه بما في ذلك العملات الرقمية و التعاملات المالية المشفرة و الرموز غير القابلة للإستبدال (NFTs) و الواقع الإفتراضي و الواقع المعزز الذان يشكلان أساس عالم الميتافيرس Metaverse ، ما يجعل هاجس الخوف من خطر الإستثمار فيها يتبدد بشكل تدريجي
بشكل عام ، يعتبر عالم الميتافيرس عالما مفتوح المصدر و هو ليس ملكا لأحد ، لكن قطاع العقارات فيه يشهد إزدهارا و إقبالا غير مسبوق و أخباره تتصدر عنواين الصحف المختصة في أخبار الإقتصاد و الصفقات ذات المعاملات بملايين الدولارات ، إلى جانب ذلك فإن أسعار العقارات في العالم الإفتراضي تعتمد ذات العوامل التي تؤثر في أسعار العقارات في حياتنا العادية بيد أن تضخمها يتنامى بنسق أسرع و أكبر .
Tags:
ميتافيرس