تعرف على الطريقة المثلى للتفكير في مشاريع و مخططات ناجحة و رائدة
تعتبر الفكرة بمثابة الروح بالنسبة للمشروع الناجح و هو أمر لا يكون في غالب الأحيان ثوريا أو عبقريا أو ناتجا عن إبداع حقيقي ، لذلك نجد أن المشاريع و الشركات التي قادت قاطرة التكنولوجيا و التطور في العالم قائمة على أفكار خارج الصندوق ، لكن ذلك ، و نعني التفكير خارج الصندوق (Thinking Outside The Box) في كثير من الأحيان ليس متاحا للجميع ، و هنا يممن السر وراء البحث عن كيفية خلق أو إيجاد أفكار ناجحة و عبقرية ، تابع المقال
أغلب ما يقوم به المستثمرون العاديون هو البحث عن أفكار ناجحة على أرض الواقع أي تلك التي تم تطبيقها و أثبتت بالفعل تجاوب المستخدمين أو المستهلكين لها و إعجابهم بها من خلال المنتج أو الخدمة التي تقدمها ، لكن ذلك في المقابل لا يعبر عن أية عبقرية أو إبداع لأن تكرار فكرة ما أو إطلاق مشروع معين فقط لأنه نجح في تجارب سابقة يمنح التميز و السبق للمبتكر الأول الذي سيكون على الأرجح قد أخذ زمام الأمور ، لذلك على المرء أن يبحث فعليا عن أفكار إبداعية غير مسبوقة و هو ما يستوجب تفكيرا صحيحا و تحليلا منطقيا و مقاربة واقعية
التفكير الصحيح
و الذي يتحقق أساسا من خلال خلق البيئة الملائمة للتفكير ، حيث نجد أن من المهم بمكان أن يخصص المرء جزئا من وقته اليومي أو الأسبوعي على الأقل للتفكير و إيجاد الحلول و إستنباط الأفكار و ذلك في بيئة خالية من الشواغل و المشتتات بحيث يتسنى له التفكير و التأمل في مختلف نواحي الحياة و مراجعة النفس بما في ذلك النظرة الخاصة للأمور و التعامل النفسي (الصافي) مع المهمات و هو ما يتيح بلا شك توليد أفكار غير تقليدية و مختلفة عن تلك التي تنتج عبر تفكير متسرع و إعتباطي مندرج ضمن الشواغل اليومية و الحياتية ، و هنا يمكن التنبيه لتنبيه يقدمه المستثمر الأمريكي و المدون الشهير (Naval) قائلا : "جدول أعمالك المزدحم و عقلك المشغول سيدمران قدرتك على القيام بإنجاز أمور عظيمة .. أنت بحاجة لوقت فراغ و عقل حر يوميا لتنتج أفكارا لمشاريع عظيمة"
أيضا يمكننا الإشارة إلى مقولة لعالم النفس الأمريكي "دانيال كانمان" مؤلف كتاب "التفكير السريع و البطيء" (Thinking, Fast and Slow) و الذي لخص فيه أبحاثهالتي أجراها خلال عقود خلت بالتعاون مع "عاموس تفيسكي" و التي جاء فيها : "سر القيام بعمل جيد هو أن تكون دائما عاطلا قليل عن العمل .. أنت تضيع سنوات بعدم قدرتك على إضاعة ساعات قليلة من وقتك"
التحليل المنطقي
و هو القائم على على أسس علمية و منطقية ، حيث من الخطأ مثلا أن تعالج فكرة ما مشكلة قائمة في منتج أو خدمة عن طريق إيجاد بدائل أو مكملات أكثر تعقيدا و تأزيما ، لذلك وجب تحليل السوق عبر دراسة حاجيات المستهلكين و رغباتهم و بالتالي خلق حلول منطقية لتلك الحاجيات و هنا نجد أن أهم سبيل للتحليل المنطقي يقوم على الدراسة الدقيقة و هي التي تعتمد طرقا و وسائط متقدمة و ذكية و على رأسها تحليل البيانات الضخمة (Big Data) التي تنتج مقررات قريبة جدا للواقع
اليوم أغلب الشركات الكبرى أصبحت تعتمد على البيانات الضخمة بما هي الوسيلة الأكثر تقدما و دقة من بين مختلف الوسائل و الآليات المعتمدة لتحليل السوق فقد تمكنت شركة "كوكا كولا" Coca-Cola العملاقة مثلا في العام 2015 من تعزيز إستراتيجيتها للبيانات عبر إطلاق برنامج ولاء رقمي و هي تستخدم تحليلات البيانات الضخمة للإحتفاظ بالعملاء ، لكن بالنسبة للمشاريع الصغرى و المستثمرين المبتدئين (أو الأشخاص العاديين) إعتماد وسائل بسيطة كالإستبيانات و سبر الآراء و غيرها لبناء تحليل منطقي للأفكار و بالتالي للمشاريع
المقاربة الواقعية
و نعني بها أن تكون الفكرة واقعية ، لا يعني هذا أن الأفكار الثورية و التي تقدم حلولا و خدمات أو منتجات خارقة للعادة بشكل جذري هي أفكار فاشلة و إنما تصلح أن تكون "أفكارا مترفة" قد لا يستهدف صاحبها (و الذي يمكن أن يكون أحد المليارديرات أو الشركات العظمى) أي ربح أو منافع مادية أو تكون مقاربتها خيالية و بعيدة المدى نسبيا كتلك الأفكار التي تتعلق بإستيطان المريخ أو الزراعة في الفضاء أو غيرها من الأفكار غير الواقعية فيما يتعلق بحاجيات المستهلك
لذلك وجب أن تعالج الأفكار الناجحة مشكلة ما أو حاجة ما بطريقة تسمح للمنتج أو الخدمة أن يكون متاحا للجميع (و ليس للأثرياء فقط مثلا) و بطرق ميسرة و لا تتعارض أو تلغي حاجة أخرى إلى في حال كانت ملبية لها هي الأخرى ، و هو ما يوفر أسسا صلبة للتفكير بشكل سليم و خلق أفكار ناجحة و تطوير مشاريع مربحة .
Tags:
ريادة الأعمال