علماء فلك من جامعة ليفربول جون موريس Liverpool John Moores University يكتشفون ثقبا أسودا في مجرة NGC 1850 الكروية

توصل فريق دولي من علماء الفلك إلى إكتشاف ثقب أسود يقع في مجموعة كواكب كروية تعرف بإسم "ان جي سي 1850" (NGC 1850) حيث يبلغ حجمه حوالي 11 مرة كتلة الشمس و يتضح أنه جزء من نظام نجمي ثنائي و ذلك وفق ما تم نشره في ورقة بحثية في 12 من شهر نوفمبر الماضي في موقع "أرخايف" arXiv.org الإلكتروني الذي يعتبر أرشيفا لمسودات الأوراق العلمية الإلكترونية المكتوبة في مجالات الفيزياء و الرياضيات و الفلك و الحاسوب و غيرها

و نظرا إلى أن الثقوب السوداء لا يمكن رصدها بشكل مباشر فإن إثبات وجودها يبقى تحديا صعبا على العلماء حيث تعتبر الأنظمة النجمية الثنائية التي يمكن أن يظهر فيها نجم مرئي يدور حول "رفيق" هائل أكبر دليل أو مصدر لإثبات وجود الثقب الأسود رغم أنه غير مرئي و هو ما جعل علماء الفلك يستخدمون هذه الأنظمة الثنائية للكشف المباشر عن وجود ثقب أسود من خلال دراسة حركة جسم مرئي يدور حوله

حتى الآن ، لم يتم إجراء سوى عدد قليل فقط من الإكتشافات الديناميكية المتعلقة مباشرة بالثقوب السوداء غير المتفاعلة ضمن مجموعات من النجوم و ذلك بسبب القيود المتعلقة بالمراقبة كما لم يتم الإبلاغ عن أي إكتشاف هام مباشر لثقب أسود في كتلة هائلة حتى الآن ، لكن يمكن أن يكون العثور على مثل هذه الثقوب أمرا بالغ الأهمية في تطوير المعرفة بوظيفة الكتل الأولية و التطور الديناميكي المبكر للثقوب السوداء في البيئات عالية الكثافة

مؤخرا ، توصلت هذه المجموعة من علماء الفلك بقيادة "سارة ساراتشينو" من "جامعة ليفربول جون مورس" Liverpool John Moores University بالمملكة المتحدة عن أول إكتشاف ديناميكي لثقب أسود مع "رفيق" ضمن كتلة كروية (GC) و الذي تمت تسميته NGC 1850 BH1 عثر عليه في NGC 1850 و هو صغير نسبيا حيث أن عمره يبلغ حوالي 100 مليون سنة لكنه ضخم بكتلة تصل حوالي 100.000 كتلة شمسية ، حيث يأتي الإكتشاف كجزء من بحث منهجي عن الثقوب السوداء ذات الكتلة النجمية في العناقيد النجمية الصغيرة (الشابة) و الضخمة في ما يعرف بسحابة ماجلان الكبيرة LMC و ذلك من خلال الإعتماد على ملاحظات و صور "المستكشف الطيفي متعدد الوحدات" (MUSE) و التي تم إلتقاطها في تلسكوب كبير جدا (VLT) يتبع وكالة الفضاء الأوروبية ESO عبر المراقبة الشعاعية و تغيرات السرعة

و وفقا للدراسة ، فإن النظام الثنائي النجمي المكتشف حديثا يتكون من ثقب أسود تبلغ كتلته حوالي 11.1 كتلة شمسية إلى جانب نجم متسلسل رئيسي (MSTO) أكبر بحوالي 4.9 مرات من كتلة الشمس و هو نظام نجمي شبه منفصل لمدة قصيرة تبلغ 5.04 يوما و ميل مداري عند مستوى 38 درجة

يفترض الباحثون أيضا أن النظام النجمي يمكن أن يتعرض لفيضان من نوع Roche-Lobe بمجرد أن يتطور النجم المصاحب خارج التسلسل الرئيسي حيث يتنبؤون بنقل ثابت للكتلة و إنبعاث كبير للأشعة السينية بما يتسبب عموما في إتساع الثنائي النجمي ، فعند إنتقال معظم غلاف الهيدروجين الخاص بالنجم المانح إلى "الرفيق" أو هدره من قبل النظام ككل يتتبقى نواة نجم الهيليوم و هو إن تم فقد يؤدي إلى مرحلة أخرى من إنتقال الكتلة (مصاحبا لإنبعاث الأشعة السينية) ليحترق نجم الهيليوم في غلافه و ينتهي به المطاف كثقب أسود مع نظام قزم أبيض وفق الباحثين

بشكل عام ، فقد لاحظ الباحثون أن هذ الإكتشاف الجديد قد يكون منطلقا لمعرفة بداية بناء وظيفة الكتلة الأولية للثقب الأسود فضلا عن أن الدراسة تدعم الأبحاث المنجزة عن مجموعة كاملة من الثقوب السوداء التي يمكن إكتشافها بشكل ديناميكي .

المصدر : Phys.org