المغرب يشارك في مشروع إنشاء أكبر تلسكوب بحري في العالم كأول بلد عربي و افريقي ضمن هذا المشروع الذي يمثل بنية تحتية بحثية لدراسة النيوترينوات في أعماق البحار !
شارك خبراء مغاربة من جامعة محمد الخامس بالرباط و جامعة محمد الأول بمدينة وجدة المغربيتين في مشروع عالمي يتمثل في إنشاء أكبر تلسكوب بحري في العالم إلى جانب كل من إسبانيا و إيطاليا و فرنسا و اليونان ليكون المغرب بذلك البلد العربي و الإفريقي الوحيد الذي يشارك في هذا المشروع البحثي الذي سيتوج بوضع التلسكوب في البحر الأبيض المتوسط لدراسة و فحص و ملاحظة مصادر الطاقة و طرق إنتشار الوحدات البصرية في الكون
و يتمثل المشروع "كيه إم ثري نت" km3Net أو "الجيل القادم من تلسكوبات النيوترينو" في تطوير شبكة من التلسكوبات البحرية المتخصصة في رصد جسيمات النيوترينو ما يشكل بنية تحتية ضخمة و متعددة التخصصات للبحث في أعماق البحر الأبيض المتوسط ، حيث نشأت فكرة هذا المشروع (قيد الإنشاء) ضمن خريطة طريق لمنتدى الإستراتيجية الأوروبية للبنى التحتية البحثية في العام 2006 و أصبح في العام 2009 رسميا أحد المشاريع ذات الأولوية في أوروبا بعد إتمام الدراسات الهندسية و تجميع النماذج الأولية و تشغيلها
من الجدير بالذكر أن المغرب يعتبر الدولة العربية و الإفريقية الوحيدة التي تشارك في هذا المشروع البحثي التطويري للبنى التحتية (البحثية) و الذي يشارك مشاركة مميزة في تصنيع التلسكوب من خلال إحداث وحدة وطنية بكلية العلوم بالرباط تكون متخصصة في تصنيع الوحدات البصرية الرقمية للتلسكوب (أو ما يعرف بأعين التلسكوب) إضافة إلى إنشاء وحدة وطنية بكلية العلوم بوجدة متخصصة هي الأخرى في تصنيع الموجهات الكهروبصرية للتلسكوب
التلسكوب لا يزال قيد التطوير و البناء و قد تم تزويده حاليا بمجموعة من الوحدات إذا يتكون أساسا من مصفوفة ضخمة (1 كلم مكعب) ثلاثية الأبعاد من حوالي 6 آلاف وحدة بصرية تشكل كل واحدة منها وحدة جزئية (لبنة أو خلية) للتلسكوب و هي في الواقع كرة زجاجية مقاومة للضغط العالي و تحتوي على مجموعة من 31 جهاز إستشعار ضوئي فائق السرعة و أجهزة تحديد المواقع و التوقيت بدقة عالية و أجهزة إلكترونية أخرى متطورة
و تبلغ تكلفة هذا المشروع الدولي حوالي 120 مليون يورو ، إضافة إلى دعم محلي من الدول المشاركة حيث خصص المغرب (وزارة التعليم العالي) تمويلا قيمته 2 مليون درهم لدعم المشروع فضلا عن مساهمات مالية و لوجيستية أخرى من الجامعات المغربية المشاركة و هي جامعة محمد الخامس و جامعة محمد الأول و جامعة القاضي عياض و التي شاركت بشكل فعال في تطوير البرامج المعلوماتية لتحليل المعطيات التي يسجلها التلسكوب عبر تكوين أكاديمي عالي الجودة للباحثين المغاربة ما يفضي إلى نقل و توطين هذه التكنولوجيا المتطورة
يذكر أن هذا التلسكوب البحري الضخم و المتطور سيكون جاهزا أواخر العام 2025 حيث من المنتظر أن يفتح آفاقا جديدة على الكون بإستشعاره للضوء الخافت جدا و الصادر عن تفاعلات النيوترينوات الجوية و الكونية في أعماق البحار و دراسة خصائص هذه الجزيئات الدقيقة عبر رصد تذبذباتها و قياس التسلسل الهرمي الكتلي و هو ما يمثل إجمالا نافذة للبحث عن مصادر النيوترينو فائقة الطاقة بهدف فهم الأجسام عالية الطاقة في الكون
Tags:
تكنولوجيا