الصين تشهد طفرة في أعداد الشركات المختصة في صناعة السيارات الكهربائية ما رفع إجمالي تلك الشركات إلى أكثر من 321 ألف شركة !
كيف سيؤثر ذلك على سوق سيارات الطاقة الجديدة في البلاد ؟
في عالم متغير لا يعرف الثبات أصبحت شركات السيارات و المحركات التي قادت قاطرة صناعة المركبات في العالم لعقود مضت إسما يتداوله التاريخ لتصعد شركات سابقت الزمن لتراهن على السيارات الكهربائية و تستشرف هيمنتها على السوق مستقبلا على رأسها شركة تيسلا Tesla الأمريكية و شركات صينية أخرى صاعدة بشكل صاروخي مثل نيو Nio و "اكس بانغ" XPeng
لكن، لم تكن مساهمة الصين في سوق السيارات الكهربائية العالمية فقط بتلك الشركات البارزة، حيث قفزت عشرات الآلاف من الشركات الصينية الناشئة للقاطرة.. نعم عشرات الآلاف من الشركات الصينية المختصة في قطاع السيارات الكهربائية و التي نشأت مع النمو السريع في هذه الصناعة
حيث صدر تقرير لقاعدة بيانات الأعمال Qichacha يؤكد أن عدد الشركات الصينية الجديدة الناشطة في مجال "سيارات الطاقة الجديدة" (السيارات الكهربائية) قد إرتفع بحوالي 81.000 شركة لهذا العام فقط حتى منتصف شهر أغسطس (أوت) الفارط ما رفع إجمالي تلك الشركات إلى أكثر من 321.000 شركة و هو نمو جاء عقب دخول 78.600 شركة لصناعة السيارات الكهربائية إلى القطاع في عام 2020 (في ذروة السنة التي شهدت جائحة كورونا) في الصين
و يقصد بمصطلح "مركبات الطاقة الجديدة" السيارات العاملة بالبطاريات أو الكهرباء النقية و السيارات الهجينة و التي ولدت آلاف الشركات الصينية الحديثة لتصنيعها ، لكن تراكم أعداد تلك الشركات و التي تعد بالآلاف دفع وزارة الصناعة و تكنولوجيا المعلومات الصينية إلى الإشارة إلى أنه قد يكون هنالك إندماج في القطاع الذي يظم آلاف الشركات الصغيرة و المبعثرة
هذه الخطوة من الحكومة الصينية قد تؤدي إلى إستفادة كبريات شركات صناعة السيارات الكهربائية في الصين من قبيل شركة Nio و XPeng Li Auto حيث ستقضي على المنافسين المحتملين من بين الشركات الصغيرة الجديدة بل قد تكسبها تقنياتها أو خبراتها في ظل الإستثمارات الهائلة التي تم ضخها في القطاع في النصف الأول من هذا العام و التي بلغت 82 مليار يوان (12.7 مليار دولار) في 50 مشروعا متعلقا بالسيارات الكهربائية في الصين وفق قاعدة بيانات Qichacha
و بشكل عام، تستهدف الصين التي تعد أكبر سوق للسيارات في العالم وصولها إلى أن تكون 20% من السيارات التي تبيعها "سيارات طاقة جديدة" بحلول العام 2025 ، لكن إغراق البلاد بشركات تصنيع السيارات الكهربائية بهذا الشكل قد يكون له تأثير سلبي حيث سيدفع هذه الشركات الناشئة العديدة إلى خفض السعر و تجاهل الأداء و النوعية تماما كما صرح "تو لي" مؤسس شركة Sino Auto Insights الإستشترية التي تتخذ من العاصمة الصينية مقرا لها بقوله : "هذه النسخة 2.0 من الحكومة المركزية التي تتطلع إلى خفض عدد الداخلين إلى القطاع كما فعلت بحدها لتراخيص و تصاريح التصنيع في العام 2017" مضيفا بقوله "من المحتمل أنهم (الحكومة) رأوا تراكما كبيرا في عدد العلامات التجارية التي لن تكون قادرة على المنافسة في السوق .. لقد حدث هذا غالبا في السوق الصينية عبر مختلف القطاعات حيث يؤدي تراكم أعداد الشركات إلى سباقها نحو القاع لتتنافس على السعر فقط" .
0 تعليقات