مشروع صيني عملاق لإنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة من خلال إطلاق ألواح شمسية في الفضاء و إرسال الكهرباء إلى الأرض !
كشفت صحيف "ديلي ميل" البريطانية في تقرير لها عن نية الصين إطلاق مشروع طاقي عملاق و طموح يتمثل في إطلاق "أسطول" من الألواح الشمسية إلى الفضاء الخارجي بهدف توفير كميات هائلة من الكهرباء النظيفة و منخفضة التكلفة و من ثم إرسالها إلى الأرض ضمن مخطط تعمل على إنهائه بحلول العام 2035
الصين وفق التقرير بدأت بالفعل بالعمل على تنفيذ مشروعها العملاق و الذي تسعى من ورائه إلى تحقيق هدفها الإستراتيجي المتعلق بالحفاظ على البيئة و الذي حددت المدة الزمنية لتحقيقه في العام 2060 ، و هو مشروع يمكنه (نظريا) توليد كميات معتبرة من الطاقة الكهربائية بتكلفة ضئيلة و دون أن تخلف تلوثا كبيرا كما هو عليه إنتاج الكهرباء على الأرض
أسطول من الألواح الشمسية في الفضاء
يقوم هذا المشروع الصيني كما ذكرنا على إطلاق سلسلة من الألواح الشمسية يبلغ طولها الميل في الفضاء الخارجي بحيث تدور حول الأرض في مدار ثابت على إرتفاع 22400 ميل فوق الأرض وفق ما صرح به المهندسون القائمون على المشروع بحيث يتم إرسال الكهرباء المنتجة إلى محطة الطاقة في الأرض
و تكمن أهمية فكرة إطلاق الألواح الشمسية في الفضاء كونها ستتلقى الأشعة الشمسية طوال الوقت و لن تعيقها الظلال أو الغيوم كما لو كانت على سطح الأرض بالإضافة إلى أن الإنتاجية ستكون أعلى كونها لا تخضع في الفضاء لتناوب الليل و النهار و الحال أنها تدور ضمن مدار خاص ما يعني أن المشروع يعد بكميات ضخمة من الكهرباء النظيفة و بتكلفة ضئيلة حيث لن تحتاج الألواح إلى تنظيف أو صيانة لتعرضها للغبار و التلف كما على الأرض
و على الأرض يتم إنشاء محطة لتجميع الطاقة الكهربائية المنتجة و التي يتم إرسالها من الفضاء إلى كوكب الأرض بكميات ضخمة و بإنبعاثات كربونية صفرية و هو ما تسعى أغلب الدول الكبرى (خاصة) لأخذه بعين الإعتبار في ظل التلوث المتزايد و إرتفاع كميات الإنبعاث الكربوني الأمر الذي دفعها في أغلبها إلى التركيز على المشاريع الطاقية النظيفة
و رغم أن تكلفة هذا المشروع لم يتم تحديدها أو الإفصاح عنها إلا أن من المتوقع أن تشغل بحلول العام 2035 و من ثم يتم توسعتها و تصبح أكثر فاعلية في العام 2050 لكن السلطات الصينية باشرت بوضع حجر الأساس لمحطة الطاقة الشمسية الفضائية الجديدة في مدينة "تشونغتشينغ" وفق ما ورد في الصحيفة من معلومات حيث أطلق عليها إسم ( Bishan ) و ستبدأ الإختبارات لهذه المحطة بحلول نهاية العام الجاري
طاقة كهربائية تعادل ما تنتجه محطة الطاقة النووية !
و تقول بكين أنه و بمجرد أن يتم تشغيل مجموعة الطاقة الشمسية الفضائية بالكامل و ذلك بحلول العام 2050 فإنها سترسل كمية من الكهرباء إلى الصين تعادل الكمية التي تنتجها محطة الطاقة النووية من الطاقة الكهربائية
و حسب المعلومات التي أوردتها الصحيفة في تقريرها فقد تم بالفعل إنشاء مركز إختبار لهذا المشروع في الصين بقيمة 15.4 مليون دولار من طرف البرنامج الوطني للطاقة الشمسية و ذلك قبل 3 سنوات لكنه تم تأجيله لمزيد النقاش حول التكلفة و الجدوى السلامة ليتم إستئنافه مؤخرا حيث سيقوم فريق بحثي في المركز الجديد بإختبار و إطلاق مجموعة من الألواح الشمسية في مدار ثابت حول الأرض خلال العقد القادم ، كما سينطلق بميغاواط واحد فقط من الطاقة ليتم تحويله بحلول العام 2049 إلى 1 جيغاواط من الطاقة الكهربائية و هو نفس الناتج الطاقي لأكبر مفاعل للطاقة النووية في الصين
يذكر أن مقترح إنشاء محطة طاقة فضائية برز لأول مرة كفكرة لكاتب الخيال العلمي "إسحاق أسيموف" في العام 1941 لتهتم بها و منذ ذلك الحين عدة دول منها الولايات المتحدة و بريطانيا و هاهي الصين اليوم تحاول تطبيق الفكرة و تحويلها إلى مشروع واقعي يدر عليها كميات هائلة من الطاقة الكهربائية .
0 تعليقات