تغريدة بكلمتين لإيلون ماسك Elon Musk أغنى رجل في العالم تزيد عدد مشتركي تطبيق Signal و ترفع أسهم شركة أخرى بنفس الإسم !
لا شك أن للنجوم و الشخصيات العالمية تأثيرها في مجريات الحياة على مستوى واسع و غير عادي لما تملك من إهتمام جماهيري و ثقة شعبية و تقليد من المحبين و المعجبين، لكن أن يصل ذلك التأثير إلى حد يجعل شركة مغمورة لا يتجاوز عدد موظفيها 5 أشخاص تتحول بين يوم و ليلة إلى شركة ذات قيمة سوقية بملايين الدولارات بسبب تغريدة بسيطة على موقع التواصل الإجتماعي تويتر فهذا أمر لم يسمع به من قبل حتى تحققه اليوم !
فقد بدأت القصة عندما غرد "إيلون ماسك" Elon Musk صاحب شركة "تيسلا" Tesla للسيارات الكهربائية و شركة "سبيس-اكس" SpaceX لخدمات الفضاء و أغنى رجل في العالم بعد تغلبه على "جيف بيزوس" مؤخرا بثروة تصل 185 مليار دولار بتغريدة مكونة من كلمتين فقط قال فيها "إستخدموا سيغنال" (Use Signal) و هو تطبيق إلكتروني للمحادثات شبيه بتطبيق واتساب WhatsApp و منافس له و ذلك بمناسبة تحديث جديد لتطبيق واتساب يسمح بإستخدام البيانات الشخصية للمستخدمين في عرض الإعلانات، في المقابل فإن برنامج سيجنال Signal يعتبر من أكثر البرامج تفوقا من حيث الأمان و الشركة المالك له غير ربحية و ليس لها سندات و لا أسهم في البورصة و هو بلا شك بديل منطقي و رائع لواتساب
لكن المتابعين لهذه التغريدة لم يفهموها جميعا بنفس المعنى، حيث فهم جزء منهم المعنى الصحيح للتغريدة و إنهالوا على تحميل و إستخدام تطبيق المراسلة المشفرة سيغنال Signal ما جعل الشركة تعلن عن إرتفاع ملحوظ في عدد المستخدمين الجدد الذين يشتركون في النظام الأساسي منذ يومين و تقول أنها تشهد تأخيرات في عمليات التحقق من أرقام الهواتف للحسابات الجديدة عبر العديد من مزودي خدمات الجوال
في حين فهم جزء آخر من متابعي "إيلون ماسك" على تويتر و البالغ عددهم 41.5 مليونا و الذين يتبادر إلى أذهانهم دائما أن حديثه عن شركة معينة أو ذكره لإسم ما يكمن وراءه حدث عظيم و هم بالأساس من الباحثين عن الربح السريع فقد سارعوا إلى البحث عن هذه الشركة التي تحمل إسم "Signal" لشراء أسهمها التي ينتظر أن ترتفع قيمتها لكنهم و بسبب أن الشركة المشغلة للتطبيق لا تدرج أسهمها في البورصة و هي شركة غير ربحية فقد إختلط عليهم الإسم ليظنوا أن الشركة المعنية هي نفسها شركة "سيغنال أدفانس" Signal Advance المدرجة بالبورصة فإنهالوا على شراء أسهمها
و للمفارقة، فهذه الشركة المغمورة "سيغنال أدفانس" Signal Advance هي عبارة عن شركة إلكترونيات صغيرة (تأسست في 1992) لا يتجاوز عدد موظفيها الخمسة (5) أشخاص من بينهم المدير و المؤسس و يقع مقرها في "بيتو" و تتركز أنشطتها في المجال الإلكترونية و بعض الأنشطة البسيطة الأخرى، و هي مدرجة في البورصة بشكل شبه صوري حيث لم يكن من بين مشتري أسهمها سوى بعض أقارب المدير و سعر السهم فيها كان لا يتجاوز نصف الدولار
لكن، و لحظ صاحب الشركة و مديرها و مع تغريدة "ماسك" و الإقبال المكثف على شراء أسهمها فقد إرتفع سعر السهم فيها بشكل صاروخي حيث تضاعف بنسبة 1100% ليرتفع سعره من 0.37 دولار أمريكي إلى 6.36 دولار أمريكي للسهم الواحد وفق موقع CNBC و بذلك يصبح صاحب شركة Signal Advance مليونيرا عن طريق الصدفة و ترتفع القيمة السوقية لها لقرابة 660 مليون دولار أمريكي