هل تعتبر كثرة المقالات و كميتها العامل الأهم لتصدر الموافع و نجاحها أم أن القيمة و نوعيتها هو المؤثر في ذلك ؟
تابع المقال لمعرفة المزيد
يسعى المدونون و الكتاب و القائمون على المواقع الإلكترونية و الشبكات الإخبارية بشكل دؤوب لجعل مالاتهم و صفحات الويب خاصتهم تتصدر قائمة نتائج البحث لمحركات البحث على شبكات الإنترنت و على رأسهم بلا شك محرك البحث غوغل Google
لكن، و كما يعلم المهتمون بمجال الكتابة و التدوين و الإشراف على المواقع الإلكترونية فليس بالسهولة بمكان أن تتصدر مقالات مدونة أو موقع إلكتروني دون الإهتمام بمحتوى المقالات و صفحات الويب المنشورة عليه إضافة إلى قيمتها و حصريتها إلى جانب كثرتها و تنوعها و هو ما قد لا يجتمع معا غالبا، فأي الميزتين أهم لمقالات و صفحات ويب متصدرة و ناجحة.. الكمية أم النوعية ؟
هنا يمكننا التطرق بشكل سريع إلى كيفية تعامل خوارزميات محرك البحث قوقل Google (على سبيل المثال) مع صفحات الويب التي يظهرها للمستخدم كنتائج بحث حال إدخاله لكلمة بحث تتناسب مع موضوعها و محتواها
أهمية كمية المقالات في تصدر نتائج البحث
تكمن أهمية العدد (الكمية) بالنسبة للمقالات في الرفع من إمكانية تصدر أحد المقالات للصفحة الأولى من صفحات نتائج البحث على المحرك (قوقل مثلا) حيث أن إرتفاع العدد يعني إرتفاع نسبة و إحتمالية (Probability) التصدر و بالتالي يعمل مشرفو المواقع و المدونات على الإنتاج الغزير و الهائل للمقالات و صفحات الويب و الذي يتم عادة دون التركيز على نوعية و جودة المقال أو مراعاة حصريته و تفرده
بشكل عام، نجد هذه الإستراتيجية قائمة لدى الصفحات و المواقع الإخبارية حيث أن مجال الأخبار الذي ينبني أساسا على نقل الخبر (و الذي يكون عادة نفسه لدى جميع المواقع) يصعب فيه إكتساب ميزة التفرد و الحصرية إذ قد نجد نفس العنوان و نفس الخبر في المئات إن لم نقل آلاف المواقع ما يستحيل معه أن يكون خبرا أو مقالا حصريا و بالتالي تسعى مثل هذه المواقع للنشر و تنزيل أكبر عدد ممكن من المقالات خاصة و أن المقالات ذات الطابع الإخباري لا يدوم تأثيرها كثيرا و يندثر البحث و الطلب عليها بمجرد مرور الزمن نسيان الحدث
من ناحية أخرى، يمكننا الحديث عن فاعلية هذه الإستراتيجية في السعي لتصدر نتائج البحث في عالم التدوين و صناعة المحتوى في نقطتين، الأولى نفسرها بمثال بسيط و هو أنه لو فرضنا أن "إحتمالية" و "أرجحية" (Probability) تصدر مقال من بين المقالات التي ينشرها موقع إلكتروني معين تبلغ نسبتها 5% فإن نشر هذا الموقع الإلكتروني لمائتي (200) مقال خلال فترة محددة (لنفترض أنها شهر واحد) يحتمل أن يحصل من خلاله على 10 مقالات متصدرة فإذا قام بنشر 300 مقال خلال ذلك الشهر فسترتفع الإحتمالية إلى 15% ما يجعل الأمر مجد نوعا ما خاصة أن إنشاء المقالات و صفحات الويب الهشة و ذات الجودة المنخفضة أمر سهل و في المتناول
أما النقطة الثانية فمن حيث نسبة الزيارة و ما يعرف بالترافيك، حيث أن كثرة عدد المقالات و صفحات الويب ينجر عنه بالضرورة (مع إعتبار إرتفاع إحتمالية التصدر) إرتفاع نسبة الزيارة و النقر على الرابط المؤدي إلى الموقع الإلكتروني، فالموقع الذي يضم 10 آلاف مقال مثلا سيحصل على نسبة زيارات أعلى من تلك التي سيحصل عليها موقع إلكتروني لا يضم سوى 1 ألف مقال، لأننا إن إستخدمنا نفس نسبة إحتمالية التصدر البالغة 5% فسيكون للموقع الأول 500 مقال متصدر و هو ما سيدر عليه حوالي ألف زيارة يوميا بإعتبار أن كل مقال سيسجل 2 زيارات فقط لكن سيكون في المقابل للموقع الثاني الذي يضم 1 ألف مقال 50 مقالا متصدرا لا غير مما يكسبه فقط حوالي 100 زيارة في اليوم مع نفس الإعتبار بأن يسجل كل مقال متصدر حوالي زيارتين فقط في اليوم.. الأمر بهذه البساطة
أهمية نوعية المقالات في تصدر نتائج البحث
على العكس من إستراتيجية الكمية فإن المواقع التي تعمل على نشر مقالات حصرية و ذات جودة عالية لا تهتم كثيرا للعدد، حيث يكمن هدفها في إكتساب مقالات لا توجد على كل المواقع و المدونات مع التكرار و الإستنساخ التافه و إنما تمتاز بها دون غيرها ما يجعل تصدرها من خلالها لنتائج البحث ذا نسبة عالية جدا تزيد في الإرتفاع كلما إرتفعت نسبة التفرد و الحصرية للمقال
و هنا يمكن تفسير الأهمية من خلال العلاقة بين إرتفاع نسبة التصدر مع إرتفاع نسبة أو "معدل" الحصرية للمقال، فلو إفترضنا أن موقعا أو مدونة لا تنشر سوى المقالات الحصرية (نسبيا) فإن "إحتمالية" التصدر هنا لن تكون حتما 5% حيث ستبلغ معدلا مرتفعا قد يصل إلى 60% أو 70% و بالتالي فالموقع الإلكتروني الذي ينشر 200 مقالا في الشهر يحتمل و يرجح أن يحصل على 120 مقالا متصدرا و هو أمر يرفع من نسبة الزيارات اليومية حتما
و رغم أن إستراتيجية الكمية لتصدر المقالات على نتائج البحث تعتبر أسهل بكثير و أقرب للتحقيق إلا أن النوعية و الحصرية للمقال تحلق به عاليا نحو التصدر و بنسبة إحتمالية عالية لا تعود بالنفع فقط على المقال المتصدر و إنما تساهم في الرفع من قيمة الموقع الإلكتروني "أثورتي" Authority لدى عناكب البحث (برمجيات) غوغل Google و هو ما يفيد الموقع الإلكتروني في التصنيف و عدد الزيارات و سرعة أرشفة المقالات التي تصل عند بعض المواقع للأرشفة الحصرية و هي مزايا لن تجدها حتما في المواقع التي لا تسعى سوى عن كمية المقالات .
وسم : انترنت
إقرأ أيضا :