هل يمكن لليوان الصيني الإطاحة بالدولار الأمريكي بعد كورونا ؟

كثرت التساؤلات حول مستقبل الهيمنة العالمية ما بعد فايروس كورونا ! 

فهل يكون اليوان الصيني العملة العالمية مستقبلا ؟ 







هل يطيح اليوان الصيني بالدولار الأمريكي كأحد تبعات وباء كورونا ؟
هل يطيح اليوان الصيني بالدولار الأمريكي ؟







بعد أن أصبح وباء كورونا جائحة عالمية تنتشر في أغلب دول العالم و أصبحت أمرا واقعا، أصبح الحديث و التحليل يستهدف مرحلة ما بعد كورونا حيث زعمت طائفة أن هذا الوباء سيتسبل في سقوط الولايات المتحدة الأمريكية عن صدارة العالم في حين رأت اخرى أن الصين هي المستفيدة الأولى من الكارثة الصحية التي سببها فايروس كورونا !
و من بين تلك الأراء نجد رأيا يقول بفرضية صعود اليوان الصيني كعملة عالمية و إطاحته وفق ذلك بالدولار الأمريكي، فهل تجد هذه الفرضية ما يؤيدها على أرض الواقع ؟
تابعوا هذا المقال لمعرفة المزيد

لا شك أن تدويل اليوان (الرنمينبي) يعتبر مكسبًا إقتصاديا كبيرا تناله الصين في حال تم ذلك، حيث سيوفر لها ذلك مكاسب و مزايا كتلك التي تتمتع بها الولايات المتحدة الأمريكية و الدول ذات العملات الرئيسية الاخرى مثل إنخفاض تكاليف الإقتراض و إنخفاض مخاطر سعر الصرف إضافة إلى تسهيل حركة التجارة عالميّا

لكن مع ذلك، يرى محللون أن إطاحة اليوان الصيني بالدولار الأمريكي كنتيجة لتداعيات إنتشار فايروس كورونا Coronavirus يعتبر امرا بعيد المنال و لا يمت للواقع الإقتصادي بصلة و لن يتم خلال هذا العقد على أقل تقدير







الواقع الإقتصادي لليوان الصيني مقابل الدولار الأمريكي 

نجد في حديثنا عن الأرقام و الأداء و التنافسية لكل من اليوان و الدولار أن التوقعات التي ترى بإمكانية إطاحة العملة الصينية اليوان (الرنمينبي) بالعملة الأمريكية الدولار نتيجة تداعيات فايروس كورونا لا تمت للواقع الإقتصادي بصلة، و فيما يلي أهم مقومات التنافسية بين العملتين

عالميّا، نجد أن الدولار يتمتع بإمكانية تداول كبيرة و هو قابل للتداول بحرية في العالم، على عكس اليوان الصيني الذي يخضع لقيود تجعله غير صالح للمنافسة

الحصّة العالمية لكل من اليوان الصيني و الدولار الأمريكي متمايزة بدرجة كبيرة (إحصائيات نهاية 2019)

- في سوق العملات الأجنبية (حسب فوركس) نجد أن حصة الدولار الأمريكي تساوي 88.3%
في حين ان حصة اليوان الصيني لا تتجاوز 4.3%


تداول العملات الأجنبية 2019 forex
تداول العملات الأجنبية 2019


- من حيث الإحتياطات الأجنبية الرسمية يتمتع الدولار بنسبة 61.7% فيما يتمتع اليوان فقط بنسبة 1.9%


الإحتياطات الأجنبية الرسمية 2019 Official Reserves
الإحتياطات الأجنبية الرسمية 2019


- أما من حيث المدفوعات العالمية نجد أن نسبة الدولار تصل إلى 40.1% لتكون نسبة اليوان في حدود 2.2%


نسب المدفوعات العالمية 2019 International Payments
نسب المدفوعات العالمية 2019 


• من ناحية أخرى نجد أن الصين ثاني اكبر دولة تستثمر في السندات الأمريكية بعد اليابان 👇


الصين ثاني أكبر مستثمر في السندات الأمريكية بعد اليابان

الصين ثاني أكبر مستثمر في السندات الأمريكية بعد اليابان 


• يتمتع الدولار بميزة الإستقرار حيث أن الجميع يتجه للدولار و للذهب من أجل الإحتياطات و خاصة في وقت الأزمات في حين لا يتمتع اليوان (الرنمينبي) و لا حتى العملات العالمية الأخرى بهذا الإستقرار





هل يتجه العالم إلى نظام مالي متعدد العملات ؟

لا شك أن الدول العالمية الفاعلة و حتى الدول المتضررة من هيمنة الدولار الامريكي على الإقتصاد العالمي بل إن الإتحاد الأوروبي الذي يعتبر شريكا و حليفا للولايات المتحدة لا يخفي قلقه من السطوة الأمريكية عبر الدولار

و على هذا الاساس حاولت بعض الدول التعامل بالعملات المحلية في بعض أنشطتها التجارية كبيع النفط و التبادل التجاري و غير ذلك في محاولة للتفصي من التعامل بالدولار الأمريكي المهيمن مثل تجربة العراق أيام صدام حسين و هو أدى إلى التدخل الأمريكي عبر القوة الخشنة لصد ذلك التحرر حسب المحللين، كما ان إيران التي دعت أيام الرئيس أحمدي نجاد مجموعة أوبك OPEC للتداول عبر عملة نزيهة و جيدة غير الدولار لكن العقوبات الأمريكية و الضغط السياسي الأمريكي كان السيف المسلط عليها حتى اليوم


و بشكل عام، فإن الوصول إلى مرحلة تستطيع دول العالم فيها التحرر من الدولار الأمريكي و تبني نظام مالي متعدد العملات يعتبر أمرا بعيد المنال خلال هذا العقد على أقل تقدير .













وسم : اقتصاد 

إقرأ أيضا : 





مستقبل المعرفة©

أحدث أقدم