ترك الأمور على ما هي عليه لإكتساب مناعة ضد الوباء !
تعرّف على مفهوم مناعة القطيع و جدوى تطبيقها
![]() |
ما هي مناعة القطيع و هل تنجح في مواجهة وباء كورونا ؟ |
وباء كورونا، أصبح اليوم أمرا واقعا !
فبعد أن كانت جل الأخبار و التعليقات و المقالات تتحدث عن فايروس خطير ضرب مدينة ووهان الصينية و تسبب في إنتشار العدوى بين سكانها على نطاق واسع، أصبح الحديث اليوم عن عدد الإصابات و حالات الشفاء و أعداد الموتى !
لكن، و مع تأخر إكتشاف لقاح ضد فايروس كورونا (COVID-19) أصبح الشاغل الأكبر للحكومات و الدول هو البحث عمّا يمكن له أن يحد إنتشار الوباء و يوقف زحفه
في هذا المقال على موقعكم مستقبل المعرفة سنتحدث عن مفهوم "مناعة القطيع" و مدى إيجابية تطبيقها، متابعة طيبة
ما هي مناعة القطيع ؟
نعني بمناعة القطيع أو مناعة المجتمع (Herd Immunity) شكلاً من أشكال حماية مجتمع ما ضد مرضٍ معدٍ أو وباء يصبه، و يكون ذلك عبر التعايش مع هذا الوباء و ترك الأمور على ما كانت عليه قبل تفشّي الوباء مما ينتج عنه إنتشار المرض لكنه يساهم في المقابل في ظهور أشخاص محصّنين ضد الفايروس (إما لإصابتهم به ثم تعافيهم أو لقوة مناعتهم إبتداءً) و بالتالي يتكوّن لدى أغلب عناصر المجتمع مناعة بشكل طبيعيّ و تلقائي ما يجعلهم قادرين على مواصلة حياتهم طبيعيًا دون خطر نقلهم للعدوى لبقية عناصر المجتمع فيستفاد من ذلك شيئان :
أولا، تنقطع سلسلة العدوى لمناعة الجزء المحصّن من المجتمع و بالتالي عدم نقلهم للفايروس إلى بقية العناصر الصحيحة و غير المحصّنة ما يعني إبطاء تفشي الوباء و إنتشاره أو ربما توقّفه
و ثانيا يمكن عندها و بعد إكتساب عدد مهم من عناصر المجتمع للمناعة طبيعيا و تلقائيا ضد الفايروس أن تتم دراسة تلك المناعة المكتسبة و إستخلاص عقاقير و لقاحات منها (مصل)
لكن بشكل عام، فإن مفهوم مناعة القطيع تعتبر رغم خسائرها البشرية المترتبة ظاهرة طبيعية مجدية في تقليص و إستئصال الأمراض المعدية و الأوبئة، و قد ٱستخدم هذا المصطلح أي مناعة القطيع (بالإنجليزية Herd Immunity) لأول مرة في العام 1923 ليتم الإعتراف به كظاهرة صحيّة طبيعية في ثلاثينات القرن العشريين أما من حيث مساهمة هذ الإستراتيجية في مواجهة الاوبئة فقد كانت السبب وراء القضاء على وباء الجدري في العام 1977
إيطاليا مثلا حاولت التعايش مع الوباء و مواصلة الحياة بصفة طبيعة دون إجراء قيود على التنقل و السفر لكنها اليوم تعاني من عدد إصابات تجاوز عدد إصابات الصين مهد الوباء، بريطانيا كذلك حيث أراد رئيس وزرائها بوريس جونسون أن يهوّن من أهمية الوباء و أن تنفذ حكومته سياسة مناعة القطيع و لكنه دفع الثمن قبل غيره إذ يخضع اليوم للعناية المركزة جراء إصابته بالفايروس
و بتضرر دول أخرى كثيرة خاصة منها الغربية من تفشي الوباء و تبين أن الدول التي سارعت إلى إتخاذ خطوات قاسية منذ البداية كالحجر الصحي الشامل و إغلاق الحدود و فرض حظر للتجول تسجل عدد إصابات أقل رغم ما لذلك من تأثير على الإقتصاد، مما أدى إلى تجنب هذه الإستراتيجية و المسارعة إلى فرض التباعد الإجتماعي العام و الحد من إنتشار العدوى كحل من حلول مواجهة فايروس كورونا Coronavirus
الدول العربية هي الأخرى تجنبت إنتهاج سياسة مناعة القطيع Herd Immunity حيث أنها ستسبب في التضحية بفئة كبيرة من كبار السن و ضعاف المناعة، كما إتباع هذه الإستراتيجية يعني بالضرورة أن يُسمح بموت أشخاص ليحي البقية
في هذا الخصوص، يرى البروفيسور "مجدي بدران" عضو الجمعية المصرية للحساسية و المناعة في القاهرة أن فكرة مناعة القطيع لن تكون مفيدة في الوقت الراهن حيث صرّح قائلا "لا أقبل أن نضحي بوفاة مليون لكي يعيش مئة مليون، لكن ربما تكون تلك الإستراتيجية مفيدة في المستقبل لو تحوّر الفايروس و أصبح موسميا أو متوطّنا فساعتها سيكتسب العامة مناعة ضده و يصبح مرضا بسيطا
أولا، تنقطع سلسلة العدوى لمناعة الجزء المحصّن من المجتمع و بالتالي عدم نقلهم للفايروس إلى بقية العناصر الصحيحة و غير المحصّنة ما يعني إبطاء تفشي الوباء و إنتشاره أو ربما توقّفه
و ثانيا يمكن عندها و بعد إكتساب عدد مهم من عناصر المجتمع للمناعة طبيعيا و تلقائيا ضد الفايروس أن تتم دراسة تلك المناعة المكتسبة و إستخلاص عقاقير و لقاحات منها (مصل)
لكن بشكل عام، فإن مفهوم مناعة القطيع تعتبر رغم خسائرها البشرية المترتبة ظاهرة طبيعية مجدية في تقليص و إستئصال الأمراض المعدية و الأوبئة، و قد ٱستخدم هذا المصطلح أي مناعة القطيع (بالإنجليزية Herd Immunity) لأول مرة في العام 1923 ليتم الإعتراف به كظاهرة صحيّة طبيعية في ثلاثينات القرن العشريين أما من حيث مساهمة هذ الإستراتيجية في مواجهة الاوبئة فقد كانت السبب وراء القضاء على وباء الجدري في العام 1977
هل يمكن لإستراتيجية مناعة القطيع أن تنجح في مواجهة فايروس كورونا ؟
حاولت بعض دول العالم تبني إستراتيجية مناعة القطيع إزاء تعاملها مع وباء كورونا المستجد الذي ضرب أغلب دول الأرض لكن نتائجها التي أدت إلى إستفحال الوباء و إرتفاه أعداد المصابين إلى تراجعهم عنها، و لعل تلك الدول التي تساهلت مع كورونا مع الإصابات الأولى بها تعاني اليوم أكبر نسبة من المصابين على الصعيد العالميإيطاليا مثلا حاولت التعايش مع الوباء و مواصلة الحياة بصفة طبيعة دون إجراء قيود على التنقل و السفر لكنها اليوم تعاني من عدد إصابات تجاوز عدد إصابات الصين مهد الوباء، بريطانيا كذلك حيث أراد رئيس وزرائها بوريس جونسون أن يهوّن من أهمية الوباء و أن تنفذ حكومته سياسة مناعة القطيع و لكنه دفع الثمن قبل غيره إذ يخضع اليوم للعناية المركزة جراء إصابته بالفايروس
و بتضرر دول أخرى كثيرة خاصة منها الغربية من تفشي الوباء و تبين أن الدول التي سارعت إلى إتخاذ خطوات قاسية منذ البداية كالحجر الصحي الشامل و إغلاق الحدود و فرض حظر للتجول تسجل عدد إصابات أقل رغم ما لذلك من تأثير على الإقتصاد، مما أدى إلى تجنب هذه الإستراتيجية و المسارعة إلى فرض التباعد الإجتماعي العام و الحد من إنتشار العدوى كحل من حلول مواجهة فايروس كورونا Coronavirus
الدول العربية هي الأخرى تجنبت إنتهاج سياسة مناعة القطيع Herd Immunity حيث أنها ستسبب في التضحية بفئة كبيرة من كبار السن و ضعاف المناعة، كما إتباع هذه الإستراتيجية يعني بالضرورة أن يُسمح بموت أشخاص ليحي البقية
في هذا الخصوص، يرى البروفيسور "مجدي بدران" عضو الجمعية المصرية للحساسية و المناعة في القاهرة أن فكرة مناعة القطيع لن تكون مفيدة في الوقت الراهن حيث صرّح قائلا "لا أقبل أن نضحي بوفاة مليون لكي يعيش مئة مليون، لكن ربما تكون تلك الإستراتيجية مفيدة في المستقبل لو تحوّر الفايروس و أصبح موسميا أو متوطّنا فساعتها سيكتسب العامة مناعة ضده و يصبح مرضا بسيطا
عموما، و حتى يتسنى تطبيق إستراتيجية مناعة القطيع يجب أولا أن ينتشر الفايروس بنسبة تجعل المحصنين الذين قد إكتسبوا مناعة ضده أغلبية على حساب البقية أي بنسبة 60% حسب بعض الدراسات و هو ما يعني بالضرورة إصابة مليارات الأشخاص و موت الملايين حول العالم و هو طريق لا يمكن لأي دولة إختياره .
وسم : صحّة
إقرأ أيضا :
مستقبل المعرفة©
Tags:
صحة