رصد حركة نجم يحوم حول ثقب أسود يثبت مرة أخرى صحّة نظريّات آينشتاين، تابع التفاصيل
![]() |
! نظريات آينشتاين تثبت صحّتها مجدّدا |
مرة أخرى، أثبتت نظرية النسبية لآينشتاين صحتها !
فبعد مهمة إستغرقت من علماء الفلك مدة تصل إلى 27 سنة،من الرصد و البحث، توصلوا أخيرا إلى رسم و تتبّع الأنماط المداريّة لنجوم تبعد آلاف السنوات الضوئية عن كوكب الأرض، حيث نُشرت النتائج هذا الأسبوع في مجلة "علم الفلك و الفيزياء الفلكية" (Astronomy & Astrophysics) في خطوة مهمّة للغاية في هذا المجال
ففي مركز مجرة درب التبانة (Milky Way) الذي يبعد حوالي 26.000 سنة ضوئية من الأرض، يوجد ثقب أسود فائق الكتلة يبلغ حوالي 4 ملايين كتلة شمسية تدور حوله مجموعة كثيفة من النجوم تسمى النجوم S و التي سيبتلعها يومًا ما هذا الوحش الثقالي (الثقب الأسود) الذي يُعتقد أنه يقع داخل ما يُعرف بإسم القوس A* (و هي منطقة سماوية عملاقة من الفضاء يعتقد العلماء منذ فترة طويلة أنها موطن للثقب الأسود الضخم الوحيد في درب التبانة)
و من بين تلك النجوم نجد النجم S2 محل الرصد و التتبع، حيث أثار إهتمام العلماء كونه يتبع نمطًا مداريًا يجعله قريبًا بشكل مثير للصدمة من مصدر ترددات الراديو الضخم المعروف بإسم القوس A* (الثقب الأسود) حيث أن للنجم S2 مسارًا مداريّا يجعلها أقرب و أبعد عن مركزها المداري (على عكس المسار المداري للأرض الذي يجعلها أقرب و أبعد من الشمس) لذلك فإن النجم S2 و في مرحلة ما يجد نفسه على بعد 12 مليار ميل فقط (120 مرة من مسافة الفاصلة بين الأرضو الشمس) من الثقب الأسود !
كيف تمت مراقبة و رصد النجم S2 حول الثقب الأسود ؟
بإستخدام بيانات الرصد من التلسكوب الكبير جدًا في المرصد الجنوبي الأوروبي (ESO) في شمال تشيلي، تمكن الباحثون بمرور الوقت من القياس التدريجي لإحصائيات بعيدة أطلق عليها الباحثون إسم S2 و هو نجم ضمن النجوم التي تحوم حول الثقب الأسود العظيم في مركز مجرتنا حيث دامت "مطاردته" 27 عامًا و أدت إلى 330 قياسا لموضع النجم
و حسب الباحثين، فإن هذه النتائج و الأبحاث لا تسلّط الضوء على الثقب الأسود الغامض الموجود في مركز درب التبانة فحسب، بل تعزّز أيضا صحّة نظرية النسبية لآينشتاين حيث أن رصد و تتبع الأنماط المدارية للنجوم ليس بأي شكل من الأشكال ممارسة جديد في علم الفلك إلا أن ما يجعل هذا النجم S2 مميزا كونه يتبع مسارًا مداريًا يستغرق حوالي 16 عامًا لإكماله، الأمر الذي أجبر الباحثين على مراقبة تقدمه و قياسه على مدى عقود أسفرت بعد ذلك عن سلوك مميز للنجم الذي يقترب خلال إتباعه لمساره المداري من الثقب الأسود فيغير من أنماطه السلوكية
كيف أثبت سلوك هذا النجم نظرية النسبية لآينشتاين ؟
قدم ألبرت أينشتاين نظريته عن النسبية العامة لأول مرة في عام 1915 و منذ ذلك الحين، تم إختبارها عدة مرّات و لم تفشل حتى الآن، و مع هذه النتائج يقول الباحثون إن الأنماط السلوكية للنجم S2 عندما يصل إلى هذه النقطة الحرجة في رحلته (التي يقترب فيها من الثقب الأسود) تثبت بشكل مباشر نظرية النسبية لأينشتاين
و ذلك لأن S2 لديه ما يعرف بإسم "المدار المسبق" و هو نمط مداري يؤدي إلى أن يكون S2 في موقع مختلف في كل مرة يجد فيها أقرب نقطة له إلى الثقب الأسود الهائل، هذا التغيير له نمط حيث أنه في كل مرة يتغير فيها المدار يجد نفسه مستديرًا عند مقارنته بالمدار السابق، و هو ما يخلق نوعًا ما شكلا يشبه شكل الوردة بحيث يظهر النجم و كأنه يرقص لولبيا !
هذا هو الشكل الدقيق و وسائل تحقيقه التي إقترحها آينشتاين في نظريته للنسبية العامة قبل مائة عام تقريبًا، في حين قالت النظريات السابقة التي إقترحها إسحاق نيوتن أن هذا الشكل سيكون أقرب إلى الشكل البيضاوي و هي نظرية تتعارض مع نظرية أينشتاين حول شكل الوردة
و بشكل عام، تتنبأ النسبية العامة لآينشتاين بأن مدارات جسم ما حول جسم آخر (في الفضاء) ليست مدارات مغلقة، كما هو الحال في الجاذبية النيوتونية، و لكنها تتقدم إلى الأمام في مستوى الحركة !
كان هذا التأثير الشهير الذي تنبأ به آينشتاين و الذي ظهر لأول مرة في مدار كوكب عطارد حول الشمس أول دليل لصالح النسبية العامة، و بعد مائة عام تم إكتشاف نفس التأثير في حركة نجم يدور حول المصدر الراديوي الصغير المعروف بإسم القوس A * في مركز درب التبانة .
وسم : علوم ، عالم الفضاء و الفلك
إقرأ أيضا :