في أسوأ هبوط لأسعار النفط منذ حرب الخليج !سعر البرميل يتراجع بنسبة 31% و تحذيرات من تدنيه إلى حدود 20 دولار
![]() |
أسعار النفط تتراجع بشكل حاد تأثرا بفايروس كورونا
|
أصبح وباء كورونا كارثة حقيقية بالنسبة لمنتجي النفط في العالم!
فقد تراجعت أسعار الذهب الأسود بنسبة 31% مما كانت عليه مؤخرا متأثرة بتوسع إنتشار فايروس كورونا Coronavirus و تقلص الإستهلاك الصيني للطاقة خاصة و أن الصين من أكبر المستهلكين للنفط بل أكبرهم و هي التي تواجه بالدرجة الأولى وباءً أفزع العالم أجمع.
ولأن هذا التدني في أسعار النفط (البترول) لم يشهده العالم منذ خسارة المنتجين أيام حرب الخليج في العام 1991 فإنه يمثل كارثة إقتصادية على الجميع و لن تقف عند حد المنتجين فقط، ناهيك أن تراجع الأسعار يعني تراجعا لإقتصاديات الدول المنتجة للنفط و دول عربية و خليجية من ضمنها.
ما هي إحتمالات خفض الإنتاج جراء تراجع أسعار النفط ؟
بعد إعلان موسكو عدم خفضها للإنتاج و فشل إتفاق الدول المنتجة للنفط بل و إعلان وزير الطاقة الروسي أن بلاده ستزيد من الإنتاج فإن الدول العربية و على رأسها المملكة العربية السعودية ستصبح في مأزق حيال رفع الإنتاج أو خفضه فهي في هذه الحالة أمام خيارين أحلاهما مر.
فإما أن تخفض إنتاجها من النفط بشكل كبير و بشكل أحادي و هو ما سيعرضها لخسارة حصتها و التي تعتبر حصة سوقية هامة لفائدة منتجين آخرين على رأسهم موسكو إضافة إلى شركات النفط الصخري و هذا لا شك سيؤثر على الإقتصاد السعودي و يساهم في تراجع الإيرادات.
وإما أن تحافظ على حصتها السوقية و تترك الإنتاج و الأسعار للسوق، و هو ما سيساهم في تحفيز الطلب العالمي في ظل الأزمة الحالية و هذا ما يمكنها من كبح نمو النفط الصخري لكنه غير مضمون إذ ينبني على ترك الباب مفتوحا نحو إمكانية التوصل مستقبلا إلى إتفاق للمنتجين من عدمها.
ما هي آثار تراجع أسعار النفط على الإقتصاد العالمي ؟
أعلنت وكالة رويترز Reuters للأنباء أن تراجع أسعار النفط كلف دول أوبك OPEC خسائر بقيمة 500 مليون دولار يوميا نتيجة هذا التراجع في الأسعار و هذا يعني بالنتيجة تراجعا في إيرادات تلك الدول و تقلصا في إقتصادياتها.
من ناحية أخرى فقد أعلنت الوكالة الدولية للطاقة توقعها لإنكماش الطلب على النفط هذا العام للمرة الأولى منذ العام 2009 وتصرح بأن هذا الموقف غير مسبوق في تاريخ سوق النفط، حيث أن هنالك زيادة هائلة في العرض وصدمة كبيرة في الطلب في الوقت نفسه!
سعوديا، فقد فقدت أسهم شركة أرامكو Aramco الحكومية وإحدى كبرى شركات النفط في العالم ما يقرب من 500 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ أن وصلت إلى الذروة في منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي!
وبشكل عام، فإن إستمرار هبوط أسعار النفط تأثرا بفايروس كورونا Coronavirus سيؤثر على الإقتصاد العالمي موسعا حيث قد يترتب عنه إنكماش و تباطئ في النمو الإقتصادي و توسع في عجز الموازنات العامة إضافة إلى تراجع الإحتياطيات المالية التي تؤدي بالضرورة إلى إرتفاع معدل الدين العام للدول المصدرة والمنتجة للنفط طبعا.