هل يمكن لميكانيكا الكم تفسير حقيقة ثنائية الزمان و المكان ؟

حسابات آينشتاين النظرية تحت مجهر ميكانيكا الكم !

هل يتم التعرف على ماهية الزمان كما تم إثبات حقيقة الجاذبية الناتجة عن تشوه الزمكان ؟



التصوير الفلكي  يثبت نظرية آينشتاين في كون الجاذبية ناتجة عن تشويه الأجسام الفلكية لنسيج الزمكان

الجاذبية ناتجة عن تشويه الأجسام الفلكية لنسيج الزمكان 



من المعلوم للمهتمين بالفيزياء و العلوم الفلكية أن نظرية آينشتاين لا تزال تثبت كل مرة صلابتها و توافقها مع التجربة و التطبيق، و حيث أن خط المعرفة و العلوم مرت منذ بداية ظهور الفيزياء الأرسطية (Aristotelian Physics) و النظريات التي بعدها وصولا إلى "فيزياء نيوتن" بمحطات و تقلبات تنسف النظريات اللاحقة فيها ما سبق، فإن الهيمنة اليوم هي بلا منازع لنظرية آينشتاين حول الجاذبية و الزمن و المكان !

إذ كانت الأبحاث الفلكية في عصرنا قد أثبتت عبر الصور التي رصدتها المركبة الفضائية (Gravity Probe Bنظرية آينشتاين التي تفسر ظاهرة الجاذبية على أنها تشوه لنسيج الزمكان (ثنائي الزمان و المكان) و الذي يشكل المجال الذي تسبح فيه الأجسام الفلكية (كواكب و أجرام و نجوم الخ..) بحيث يخلق النجم أو الكوكب بفضل ثقله "تقعرا" في نسيج الزمكان ما يولّد جاذبية تسحب بقية الأجسام الفلكية الأقل وزنا حوله !

لكن، حتى نظوج نظرية آينشتاين و رؤيته في هذا المجال كان المجتمع العلمي يعتمد على قراءة و رؤية العالم الفيزيائي "إسحاق نيوتن" حيث يرى أن "الوقت يتدفق بشكل متساوٍ دون أي تأثير خارجي" في المقابل ينظر إلى المكان أو الفضاء على أنه "مطلق و متشابه و غير متغير
بمعنى أن نظرية نيوتن تلغي تغير الفضاء (Space) أو تأثره كما الحال مع الزمان (Time) في حيث تقضي نظرية آينشتاين بمزج الزمن و المكان لإيجاد مجال متغير و موحد في ثنائية واحدة .. الزمكان Space-Time !

تطبيقيا، تم رصد آثار الجاذبية الناتجة عن تشوه الزمكان من قبل "بعثة الكسوف" Eclipse Expedition حيث ينحني الضوء بمقدار معين عند مروره بالقرب من حافة جسم ضخم (و هو الشمس في هذه الحالة) و بذلك تثبت التجربة ما هو نظري !




إقرأ أيضا في نفس الموضوع السفر عبر الزمن نظريا.. هل يصبح يوما ممكنا ؟




مؤخرا، و نقصد هنا في السنتين الأخيرتين، قام علماء من جامعة "ماريلاند" (University of Maryland) بإستخدام ميكانيكا الكم لمعرفة حقيقة و ماهية الزمكان و إخراجه من مفهومه النظري المجرد الذي ليس له وجود فيزيائي حقيقي إلى "شيء ما" يمكن إدراكه

يقول الفيزيائي "بريان سوينجل" (Brian Single) من جامعة ماريلاند أن "الجاذبية الكمية غنية بما فيه الكفاية و مربكة" حيث تشبر دراسات الفضاء المضاد إلى أن الرياضيات التي تصف الجاذبية (هندسة الزمكان) يمكن ان تكون مساوية لرياضيات ميكانيكا الكم في مساحة ذات بعد أقل (ثلاثية الأبعاد، أقل من هندسة الزمكان التي تضيف الزمن كبعد رابع)

و إعتمادا على حقيقة أن هندسة الزمكان التي أسست لها نظرية آينشتاين و أبحاثه عن النسبية توافقت بشكل قوي مع الواقع و التجربة كما أن هندسة ميكانيكا الكم أثبتت جدارتها على صعيد التجربة فإن العلماء القائمين على هذا البحث يسعون إلى إستخدام ميكانيكا الكم لإثبات حقيقة ثنائية الزمان-المكان (الزمكان)

عموما، لا تزال هذه الأبحاث في بدايتها و لكنها أعطت حتى الآن نتائج واعدة، كما أن ما تم التوصل إليه بأن نسيج الزمكان المشكل للكون ليس سوى نتاج لميكانيكا الكم يجعل من الممكن تفسير التشوهات في ميكانيكا الكم بالظواهر النظرية مثل التشابك الكمومي (Entanglement) و النفق الكمومي (Quantum Tunnelling) في حين تبقى الأهمية الكبرى في دمج أكبر نظريتين في الفيزياء و هما : "نظرية النسبية العامة" (General Relativity) و نظرية "ميكانيكا الكم" (Quantum Mechanics) لإيجاد نظرية جديدة و ههي "نظرية الجاذبية الكمومية" (Quantum Gravity) .



وسوم : علوم 


إقرأ أيضا :

مستقبل المعرفة© 

أحدث أقدم