الأقمار الإصطناعية العربية، خطوة في السباق نحو الفضاء

في خضم السباق الدولي المحموم نحو الفضاء 

هل تمثل تجارب إطلاق أقمار إصطناعية عربية الخطوة الأولى للحاق بهذا الركب ؟!



تعرف إلى تجارب إطلاق أهم الأقمار الإصطناعية العربية

أهم الأقمار الإصطناعية العربية



لا شك أن بداية ما يعرب بالسباق نحو غزو الفضاء و الإستفادة من الإكتشافات العلمية التي أتاحها وصول الإنسان إلى الفضاء الخارجي بدأ منتصف القرن الماضي و إحتدم مع الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفياتي حينها، ثم و مع التقدم العلمي و التقني الذي تشهده دول أوروبا الغربية سرعان ما استفادت أغلب الدول الغربية من تلك التقنيات و أطلقت أقمارها الإصطناعية الخاصة بها و أحرزت تقدما و لو بدرجات متفاوتتة في مجال صناعة الفضاء 

لكن و في المقابل، هل حققت الدول العربية إنجازا معتبرا في مجال الفضاء و إن كان متأخرا عن الدول الغربية أم أن تجاربها المختلفة في إطلاق الأقمار الإصطناعية خاصتها لا يعدو كونه إستفادة من هذا المجال في جانب البث عبر الأقمار الإصطناعية أو تقنيات الإتصال التي توفرها ؟
في هذا المقال سوف نتابع أهم الأقمار الإصطناعية العربية التي تم إطلاقها نحو الفضاء و أهمية هذه التجربة العربية ضمن السباق العالمي نحو الفضاء، متابعة طيبة 


ما هي أهم الأقمار الإصطناعية العربية التي تم إطلاقها نحو الفضاء ؟ 


"عربسات إيه 1" (Arabsat A 1) الذي أطلقته السعودية عام 1985 في إطار تعاون عربي أفضى إلى تأسيس المؤسسة العربية للإتصالات الفضائية Arabsat كان أول قمر إصطناعي عربي يتم تثبيته على مداره في الفضاء الخارجي للإستعمالات في مجال البث و الإتصال و بذلك ذكر إسم العرب ضمن الدول التي تملك أقمارها الإصطناعية الخاصة

كما أطلقت السعودية قمرها الإصطناعي "سعودي سات-1" عام 2000 تلته أقمار إصطناعية أخرى بلغت 13 قمرا إصطناعيا منها القمران الإصطناعيان "سعودي سات-5أ" و "سعودي سات-5ب" الذين أطلقا نهاية العام 2018

ليكون "نيل سات 101" و الذي أطلقته مصر العام 1998 القمر الإصطناعي العربي الثاني من حيث الإطلاق و الذي كان مخصصا هو الآخر للبث التلفزيوني و لخدمات الإتصالات لكنه لم يكن الوحيد بالنسبة لمصر حيث أطلقت أيضا الأقمار الإصطناعية "نيل سات 102" في سنة 2000 و "نيل سات 201" الذي أطلق في 2010
و إضافة إلى سلسلة الأقمار الإصطناعية نيل سات فإن مصر أطلقت أيضا الأقمار "إيجيبت سات 1" و "إيجيبت سات 2" سنة 2007 و 2014 على التوالي و هما مخصصين للإستشعار عن بعد فيما تخطط لإطلاق القمر نيل سات 301" في 2020

أما في عام 2000 فقد أطلقت الإمارات العربية المتحدة قمرا  إصطناعيا ثالثا و هو "الثريا 1" و تابعت إطلاق أقمار إصطناعية أخرى بعده لغايات علمية كالإستشعار عن بعد و التصوير الجوي فائق الدقة أهمها "دبي سات 1" و "دبي سات 2" و "خليفة سات" التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، فيما أطلقت الإمارات التي أسست وكالة الإمارات للفضاء القمر "ياه سات" المخصص للإتصالات و البث التلفزيوني عالي الدقة 





إقرأ أيضا في نفس الموضوع أول قمر إصطناعي تونسي ستطلقه مجموعة تلنات بتعاون روسي منتصف 2020





قطر أيضا إنضمت لنادي الدول العربية التي أطلقت أقمارا إصطناعية حيث أطلقت القمر الإصطناعي الخاص بالبث التلفزيوني "سهيل سات 1" سنة 2013 و لحقه ضمن نفس المشروع القمر الإصطناعي القطري الثاني "سهيل سات 2" العام الماضي 2018

إضافة إلى هذه الدول فقد كان العراق أيضا من بين الدول العربية التي أطلقت أقمارا إصطناعية حيث أطلق في العام 2014 قمرا إصطناعيا بحثيا و علميا و هو "دجلة سات" بالتعاون مع جامعة لاسفاتزا الإيطالية

دول المغرب العربي أيضا لم تكن غائبة تماما عن الركب حيث إستهل المغرب إطلاق الأقمار الإصطناعية بأول قمر له و هو القمر الإصطناعي "زرقاء اليمامة" أو "ماروك توبسات" (MAROC-TUBSAT) سنة 2001 و هو قمر إصطناعي عسكري مدني مخصص للإستشعار عن بعد، ثم أطلق القمر الإصطناعي "محمد السادس أ" في 2017 تلاه مثيله "محمد السادس ب" العام الفارط 2018 ليكون القمر الإصطناعي الثالث للمغرب

أما الجزائر فقد كان إطلاقها للقمر الإصطناعي "أطلس سات 1" بداية لحاقها بركب الدول العربية التي أطلقت أقمارا إصطناعية ثم ما لبثت أن أطلقت في العام 2017 القمر الإصطناعي "ألكوم سات-1" و هو أول قمر جزائري مخصص للإتصالات أطلقته الوكالة الفضائية الجزائرية من الصين

و غير بعيد من كل هذا، تطمح دول عربية أخرى لإمتلاك أقمارها الإصطناعية الخاصة حيث أن تونس ستطلق القمر الإصطناعي "تحدي سات-1" العام القادم 2020 بالتعاون مع الشركة الروسية "غلاف كوسموس" و غيرها من الدول العربية الأخرى


ما هي أهمية هذه التجارب في إطلاق الأقمار الإصطناعية العربية في مجال أبحاث الفضاء ؟ 


إن إمتلاك دولة ما لقمر إصطناعي يعزز السيادة الوطنية على مجال الإتصالات و يبعث رسائل سياسية للخارج تندرج ضمن القوة الناعمة للدولة، لكنه أيضا يخدم الجانب العلمي و السمعي البصري حيث يستخدم في مجال الإتصال و البث التلفزيوني و هو ما نلاحظه في ولادة مئات القنوات التلفزيونية التي تبث على الأقمار الإصطناعية العربية الرئيسية مثل عرب سات و نيل سات و سهيل سات
لكن هل لهذه التجارب من دور فاعل في تقدم الدول العربية في مجال الفضاء و ما لذلك من صلة بالأبحاث العلمية و الأرصاد الفلكية و غيرها مما يجعل لتلك الدول العربية مجهودا مذكورا ضمن المجهودات العالمية ؟

الجواب طبعا بنعم، فإمتلاك الدول العربية لأقمار إصطناعية يعتبر بلا شك الخطوة الأولى نحو الفضاء، و مهما كانت متأخرة بالمقارنة مع الركب العالمي في هذا المجال إلا أن المساهمة فيه و إن بدرجات ضعيفة و خطوات بدائية خير من أن تبقى بعيدة عن الخوض فيه ما يعني الإستفاقة بعد سنوات قليلة على وضع كارثي من التخلف عن ركب التطور في مجال الفضاء الحيوي و الأساسي

إضافة إلى ذلك، فإن دولا عربية كالسعودية و الإمارات العربية المتحدة و مصر خطت خطوات مهمة أصبحت بموجبها تصنع أجزاء مهمة و أساسية في أقمارها الإصطناعية بعد أن كان إعتمادها في هذا المجال على الإستيراد الكامل من الدول الأوروبية و الولايات المتحدة الأمريكية

كما أن الأقمار الإصطناعية المخصصة للمجال العلمي و البحثي يساعد على التقدم في مجال غزو الفضاء و علوم الفلك و من بين الخطوات التنظيمية في ذلك بعث الهيئة السعودية للفضاء 2018 و تأسيس وكالة الإمارات للفضاء في العام 2014 و بعث وكالة الفضاء المصرية العام الفارط 2018 و الوكالة الفضائية الجزائرية التي تأسست سنة 2002 و غيرها من التجارب و الخطوات نحو التقدم العربي في مجال الفضاء و الذي يبدأ حتما بإطلاق أقمار إصطناعية رغم الإعتماد في ذلك على على التكنولوجيا الغربية كبداية

عموما، فإن الدول العربية بدأت إكتساب تكنولوجيا الأقمار الإصطناعية بعد أن كانت تجاربها تعتمد على أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كامل و هي تحاول شيئا فشيئا توطين الأنشطة الفضائية من أبحاث و دراسات و تطوير للتقنيات خاصة مع تأسيس وكالات وطنية للفضاء .




إقرأ أيضا : 







مستقبل المعرفة©

أحدث أقدم