رغم الإمكانات البشرية العالية في العالم العربي
ما هي الأسباب التي تحول دون الإستثمار عند الشباب العربي ؟
يعاني المجتمع العربي بشكل معتبر من حالة إحباط و يأس لدى فئة أساسية من فئاته و هي فئة الشباب، و هو الأمر الذي يدفعهم إما للهجرة من بلدانهم العربية نحو العالم الغربي الذي يرونه أكثر أملا و حظا أو البقاء فيها قاطعين الظن في أي أفق تحمل لهم واقعا مختلفا
و مع كل ذلك، نجد أن الدول العربية و المجتمع العربي بشكل عام زاخرا بالقدرات البشرية الهائلة التي ما إن توضع في البيئة الخلاقة و توفر لها الظروف الملائمة حتى تبدع و تقدم ما هو أفضل و ليست مساهمات الأدمغة العربية المهاجرة في المجالات العلمية و التكنولوجية و الأدبية عالميا بالبعيد
في هذا المقال سوف نرصد أهم الأسباب التي تحول دون الإقبال الواسع للشباب العربي على الإستثمار و المبادرة و إنشاء الشركات و المشاريع كما هو الحال بالنسبة لنظرائهم في الدول الغربية، متابعة طيبة
لا شك أن النقص الجلي في الشركات العربية الناشئة و الفعالة عالميا يعود سببه لنقص الإستثمار العربي في المجالات الحيوية و المتجددة و قلة المبادرات الشبابية التي نرى مثيلاتها بشكل هائل في الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الأوروبية، لكن ذلك ليس بالنتيجة الحصرية للقدرات الإبداعية و العلمية عند الشباب العربي بل يتعداه لأسباب بيئية و أكاديمية و قانونية، فيما يلي أهم تلك الأسباب :
و تتمثل أساسا في طبيعة البرامج التعليمية التي تدرس في العالم العربي بدأً من المرحلة الإبتدائية و حتى الثانوية و إنتهاءً بالمرحلة الجامعية و الأكاديمية التي تصقل فيها الملكات العلمية و الفكرية لدى الطلاب و فيها تتكون ثقافتهم العلمية و الإبداعية
في هذا المجال، نجد أن البرامج التعليمية في الجامعات العربية لا تقوم على أساس توجيه الطلاب نحو التكوين الذاتي المستمر مع إعطائهم المبادئ الأساسية لذلك و التي تمكنهم من البناء عليها و إنما تقوم على شحن أدمغتهم بكم هائل من المعلومات التي يستعملونها بناء على حفظهم لها دون أن يتعلموا مبدأ التفكير و الإبتكار و البحث الذاتي عن الحلول، و هذا طبعا على عكس البرامج التعليمية الغربية التي تركز على المجال التطبيقي و على فكرة الابتكار الخاص
و هي الأسباب المرتبطة بقانون الدولة المنظم لإنشاء الشركات و البعث الإستثماري الخاص حيث تختلف تلك القوانين في الدول العربية اختلافا كبيرا عن نظيرتها بالدول الغربية و تصل أحيانا و في بعض الدول إلى وصفها بالتعجيزية أو القاسية مما يسبب نفورا لدى المستثمرين و باعثي المشاريع و خاصة الشباب المقبل على بعث مشاريعه الخاصة التي تعكس إبتكاراته و طموحاته
في هذا الجانب، يمكن الحديث أيضا عما يعرف بمعدل جاذبية الإستثمار حيث تتميز الدول العربية (إلا البعض) بمعدل جاذبية إستثمار منخفض و هو ما يعكس الضعف في الإستثمار في تلك الدول بشكل عام
و هي الأكثر شيوعا و تأثيرا في عزوف الشباب العربي عن الإستثمار و غياب روح المبادرة لديه إذ أن المؤسسات الموجودة في أوروبا و أمريكا و التي تتبنى الأفكار الإبداعية و تؤمن التمويل اللازم لتحقيقها تكاد تغيب نظيرتها بالدول العربية إلا من البعض في منطقة الخليج و بعض المؤسسات الحديثة في الشرق الأوسط
من ناحية أخرى يبقى التمويل الذاتي عسيرا لدى الشباب لضعف الحال أو ارتفاع تكلفة المشروع أو شح التسهيلات البنكية في حال إعتمد المستثمر الشاب على الإقتراض لبعث مشروعه الخاص، و هذا أغلب ما يشتكي منه الشباب العربي الراغب في الإستثمار
لا نقصد بالبنية التحتية ما يتعارف عليه من طرقات و تهيئة للشبكات الكهربائية و غيرها فقط، و إنما يدخل ضمن ذلك البنية التحتية الإلكترونية التي تشمل إعتماد الدولة لشبكات الإنترنت من الجيل الرابع مثلا (مع الإستعداد للجيل الخامس 5G) و الربط الجيد لشبكات الإنترنت عبر الألياف الكهروبصرية (ADSL) و توفر المناخ اللازم للأنشطة الحديثة من تجارة إلكترونية و طرق الدفع الإلكتروني و خدمات التوصيل و البريد ذات الجودة العالية
كل ما ذكرناه قد لا يتوفر في أغلب الدول العربية ما يجعل الخوض في مجالات الإستثمار الحديثة أمرا بالغ الصعوبة بالنسبة للمستثمر الشاب العربي !
بل إن الشركات العالمية كشركة أمازون amazon لم تدخل خدماتها بعد لبعض الدول العربية كما أن خدمات الدفع الإلكتروني غير متوفرة أيضا في بعضها (خدمة باي بال Paypal غير متوفرة بعد في تونس مثلا) و هذا ما عقد المشكلة و زاد من ضعف المبادرة عن الشباب العربي و حتى المستثمرين المخضرمين بشكل عام .
من المهم معرفة أنه مهما كان الوضع الإستثماري معقدا في العالم العربي فإن الحلول و الطرق التي يمكن من خلالها تجاوز تلك الصعوبات و العراقيل التي تعترض المستثمرين و المهتمين بمجال ريادة الأعمال و خاصة من فئة الشباب
أول ما عليه القيام به هو الإصرار على تحقيق طموحاته و التمسك بأحلامه مهما صعبت الطرق لتحقيقها، و على ذلك الأساس من المهم البحث على حلول جديدة و مختلفة حتى يتمكن الشباب العربي المستثمر من خلالها من بعث مشاريعه الخاصة، كما يجب التنسيق و الدفع في إتجاه تغيير القوانين المنظمة لمجال الإستثمار عبر الطرق القانونية المؤدية إلى ذلك
كما يجدر التأكيد على أهمية الإستئناس بالأفكار الإبداعية و بالتجارب الناجحة لمستثمرين شبان من مختلف دول العالم ما يعطي فكرة عن طرق الإستثمار و رصد الأفكار الناجحة و تطبيقها بشكل أفضل رغم إختلاف المناخ و الوضع الإستثماري بشكل عام .
و مع كل ذلك، نجد أن الدول العربية و المجتمع العربي بشكل عام زاخرا بالقدرات البشرية الهائلة التي ما إن توضع في البيئة الخلاقة و توفر لها الظروف الملائمة حتى تبدع و تقدم ما هو أفضل و ليست مساهمات الأدمغة العربية المهاجرة في المجالات العلمية و التكنولوجية و الأدبية عالميا بالبعيد
في هذا المقال سوف نرصد أهم الأسباب التي تحول دون الإقبال الواسع للشباب العربي على الإستثمار و المبادرة و إنشاء الشركات و المشاريع كما هو الحال بالنسبة لنظرائهم في الدول الغربية، متابعة طيبة
ما هي الأسباب التي تعرقل المبادرة و الإستثمار عند الشباب العربي ؟
لا شك أن النقص الجلي في الشركات العربية الناشئة و الفعالة عالميا يعود سببه لنقص الإستثمار العربي في المجالات الحيوية و المتجددة و قلة المبادرات الشبابية التي نرى مثيلاتها بشكل هائل في الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الأوروبية، لكن ذلك ليس بالنتيجة الحصرية للقدرات الإبداعية و العلمية عند الشباب العربي بل يتعداه لأسباب بيئية و أكاديمية و قانونية، فيما يلي أهم تلك الأسباب :
• أسباب أكاديمية تعليمية
و تتمثل أساسا في طبيعة البرامج التعليمية التي تدرس في العالم العربي بدأً من المرحلة الإبتدائية و حتى الثانوية و إنتهاءً بالمرحلة الجامعية و الأكاديمية التي تصقل فيها الملكات العلمية و الفكرية لدى الطلاب و فيها تتكون ثقافتهم العلمية و الإبداعية
في هذا المجال، نجد أن البرامج التعليمية في الجامعات العربية لا تقوم على أساس توجيه الطلاب نحو التكوين الذاتي المستمر مع إعطائهم المبادئ الأساسية لذلك و التي تمكنهم من البناء عليها و إنما تقوم على شحن أدمغتهم بكم هائل من المعلومات التي يستعملونها بناء على حفظهم لها دون أن يتعلموا مبدأ التفكير و الإبتكار و البحث الذاتي عن الحلول، و هذا طبعا على عكس البرامج التعليمية الغربية التي تركز على المجال التطبيقي و على فكرة الابتكار الخاص
• أسباب قانونية
و هي الأسباب المرتبطة بقانون الدولة المنظم لإنشاء الشركات و البعث الإستثماري الخاص حيث تختلف تلك القوانين في الدول العربية اختلافا كبيرا عن نظيرتها بالدول الغربية و تصل أحيانا و في بعض الدول إلى وصفها بالتعجيزية أو القاسية مما يسبب نفورا لدى المستثمرين و باعثي المشاريع و خاصة الشباب المقبل على بعث مشاريعه الخاصة التي تعكس إبتكاراته و طموحاته
في هذا الجانب، يمكن الحديث أيضا عما يعرف بمعدل جاذبية الإستثمار حيث تتميز الدول العربية (إلا البعض) بمعدل جاذبية إستثمار منخفض و هو ما يعكس الضعف في الإستثمار في تلك الدول بشكل عام
• أسباب مادية و تمويلية
و هي الأكثر شيوعا و تأثيرا في عزوف الشباب العربي عن الإستثمار و غياب روح المبادرة لديه إذ أن المؤسسات الموجودة في أوروبا و أمريكا و التي تتبنى الأفكار الإبداعية و تؤمن التمويل اللازم لتحقيقها تكاد تغيب نظيرتها بالدول العربية إلا من البعض في منطقة الخليج و بعض المؤسسات الحديثة في الشرق الأوسط
من ناحية أخرى يبقى التمويل الذاتي عسيرا لدى الشباب لضعف الحال أو ارتفاع تكلفة المشروع أو شح التسهيلات البنكية في حال إعتمد المستثمر الشاب على الإقتراض لبعث مشروعه الخاص، و هذا أغلب ما يشتكي منه الشباب العربي الراغب في الإستثمار
• هشاشة البنية التحتية
لا نقصد بالبنية التحتية ما يتعارف عليه من طرقات و تهيئة للشبكات الكهربائية و غيرها فقط، و إنما يدخل ضمن ذلك البنية التحتية الإلكترونية التي تشمل إعتماد الدولة لشبكات الإنترنت من الجيل الرابع مثلا (مع الإستعداد للجيل الخامس 5G) و الربط الجيد لشبكات الإنترنت عبر الألياف الكهروبصرية (ADSL) و توفر المناخ اللازم للأنشطة الحديثة من تجارة إلكترونية و طرق الدفع الإلكتروني و خدمات التوصيل و البريد ذات الجودة العالية
كل ما ذكرناه قد لا يتوفر في أغلب الدول العربية ما يجعل الخوض في مجالات الإستثمار الحديثة أمرا بالغ الصعوبة بالنسبة للمستثمر الشاب العربي !
بل إن الشركات العالمية كشركة أمازون amazon لم تدخل خدماتها بعد لبعض الدول العربية كما أن خدمات الدفع الإلكتروني غير متوفرة أيضا في بعضها (خدمة باي بال Paypal غير متوفرة بعد في تونس مثلا) و هذا ما عقد المشكلة و زاد من ضعف المبادرة عن الشباب العربي و حتى المستثمرين المخضرمين بشكل عام .
مذا يجب على الشباب العربي الراغب في الإستثمار أن يفعل ؟
من المهم معرفة أنه مهما كان الوضع الإستثماري معقدا في العالم العربي فإن الحلول و الطرق التي يمكن من خلالها تجاوز تلك الصعوبات و العراقيل التي تعترض المستثمرين و المهتمين بمجال ريادة الأعمال و خاصة من فئة الشباب
أول ما عليه القيام به هو الإصرار على تحقيق طموحاته و التمسك بأحلامه مهما صعبت الطرق لتحقيقها، و على ذلك الأساس من المهم البحث على حلول جديدة و مختلفة حتى يتمكن الشباب العربي المستثمر من خلالها من بعث مشاريعه الخاصة، كما يجب التنسيق و الدفع في إتجاه تغيير القوانين المنظمة لمجال الإستثمار عبر الطرق القانونية المؤدية إلى ذلك
كما يجدر التأكيد على أهمية الإستئناس بالأفكار الإبداعية و بالتجارب الناجحة لمستثمرين شبان من مختلف دول العالم ما يعطي فكرة عن طرق الإستثمار و رصد الأفكار الناجحة و تطبيقها بشكل أفضل رغم إختلاف المناخ و الوضع الإستثماري بشكل عام .
إقرأ أيضا :
مستقبل المعرفة©
Tags:
ريادة الأعمال