كيف تحول الأفكار إلى مشاريع؟

لأن المشاريع الناجحة كانت أصلا أفكارا لامعة

تعرف إلى كيفية تحويل الأفكار إلى مشاريع

تعرف إلى كيفية تحويل الأفكار إلى مشاريع
كيف تحول الأفكار إلى مشاريع؟

إن أهم مرحلة من مراحل إنشاء الشركات و تحقيق الأهداف المتمثلة في المشاريع التي يسعى أصحابها إلى إنجاحها هي مرحلة الفكرة، فبعد أن تأتي فكرة المشروع بطريقة ما كالتفكير في حاجة المستهلك أو إيجاد منتوج مكمل لمنتوج آخر متوفر أو حتى إبتكار شيء جديد كليّا يكون إنضاج الفكرة أمرا مهما للغاية و ذلك عبر طريقة معتمدة و خطوات دقيقة لتكون جاهزة للتطبيق و للتحول إلى مشروع قائم و متطور.

سنتحدث في هذا المقال عن تلك الطريقة التي من خلالها يمكنك إنضاج فكرة مشروعك و تحويلها إلى مشروع ناجح مع التنبيه إلى أهمية إتباع إستراتيجية واضحة و دقيقة ليكون النجاح حليفك، متابعة طيبة.

كيف تأتي الأفكار اللامعة؟

هذا أمر مهم، فرغم أن لكل رائد أعمال و مطور للمشاريع طريقة تفكيره و مرجعيته في الحصول على أفكار مشاريع إلا أن مصادر الأفكار التي يمكن تحويلها إلى مشاريع يمكن أن ترد من مصادر رئيسية تجتمع حولها أغلب الأفكر إن تكن كلها و التي يمكن أن نختصرها فيما يلي:

• حاجة المستهلكين

إن حاجة المستهلكين لمنتوج ما أو خدمة معينة من الخدمات يعتبر مصدرا رئيسيا لأفكار المشاريع، حيث أن المشروع الناجح هو المشروع الذي يوفر منتوجا سواء كان خدميا أو عينيّا بحيث يلبي طلب المستهلك ويُوفر جوابا لطلبه وبالتالي فإن فكرة المشروع من هذا النوع تعتبر الأفضل.

• الإبداعات والإختراعات

يمكن لفكرة إبداعية و غير مسبوقة أو تقليدي أن تكون ناجحة بل حتى أكثر نجاحا من أفكار متداولة ومُكررة
لذلك فإن أفكار مشاريع مستحدثة ومُبتكرة ستكون مهمة وأساسا لمشاريع ناجحة.

تعتبر أغلب الشركات العملاقة و الرائدة نتاجا لأفكار إبداعية ومبتكرة كما هو الحال مع شركة فيسبوك Facebook و شركة قوقل Google و شركة أمازون Amazon غيرها و هو ما يمثل حافزا لتبني الأفكار الإبداعية و عدم التخوف منها بحجة أن المستهلكين غير معتادين عليها.

• المشاريع المكملة للمشاريع الموجودة

وذلك بأن تبني على ما سبق من أفكار بحيث يكون منتوجك (خدمة أو منتوج أو تقنية) مكملا ومُساعدا لمنتوج موجود في الأسواق، أفضل مثال على ذلك مجال الهواتف الذكية حيث أن شركات عملاقة تأسست من أجل توفير الخدمات والأجهزة الإلكترونية ذات الصلة كأجهزة الشحن و"بنك الطاقة" والسماعات الذكية وغيرها.

كيف يتم التعاطي مع الأفكار؟

بعد أن نحصل على فكرة المشروع المزمع بعثه أو الشركة التي ننوي إنشاءها وبناءً عليها نجد أنفسنا أمام إستراتيجية متكاملة وهو ما يجعل الفكرة منطقية وقابلة للتطبيق، تأتي هذه الإستراتيجية في خطوات محددة حيث تخضع فكرة المشروع إلى تحليل ينتهي برصد نقاط القوة ونقاط الضعف في المشروع الذي يبنى عليها.

ولأن الدراسة و التحليل تجعل نسبة المفاجئات في سير إنشاء المشاريع ضعيفة و تجعل تحقيق الهدف يسير بصفة منتظمة فإن هذه المرحلة تعتبر إحدى أهم مراحل تحويل الأفكار إلى مشاريع، فيما يلي أهم الأسئلة التي يجب الإجابة عليها إزاء فكرة المشروع التي تعمل عليها و التي يجب الإجابة عليها بدقة حتى تكون دراسة الفكرة واضحة ودقيقة.

ما هو المنتج الذي تقدمه الفكرة؟

والإجابة على هذا السؤال مهمة جدا، إذ أن تحديد المنتج أو الخدمة بدقة يجعل تحقيقها أكثر ملائمة للتطبيق و التحقيق و يجعل رصد الإيجابيات و السلبيات أسهل لتلك الخدمة أو المنتوج، مثال ذلك إذا كانت الفكرة إنشاء شركة لتقديم خدمات في مجال الحاسب الآلي، فمن المهم تحديد طبيعة تلك الخدمات و فيما تتمثل بالضبط و هل تصنف ضمن خدمات البرمجة أم تشتمل على تقديم خدمات تطوير المواقع الإلكترونية وغير ذلك.

من هم المستخدمون المستهدفون؟

بمعنى أنه يجب تحديد الشريحة المستهدفة من المستهلكين و هل تتمثل في المستخدمين من الأشخاص الطبيعيين أم المعنويين (الشركات) و هل يستهدف المنتج (أو الخدمة) المستخدمين من ذوي القدرة الشرائية العالية أم المحدودة و غير ذلك مما يساعد على فهم السوق المستهدفة للمنتج.

إقرأ أيضا في نفس الموضوع كيف تصبح رائد أعمال ناجح؟

كيف يتم توفير المنتج أو الخدمة؟

وذلك بتحديد كيفية عمل المشروع و طريقة إنتاج ما تعمل الشركة على توفيره من خدمات أو منتجات و تحديد طبيعة الموظفين الذين سيتم تشغيلهم من مهندسين و تقنيين و ما إلى ذلك و معرفة الآلية الكاملة للإنتاج بدأٌ من توفير المواد الأولية (إذا كان المنتج عينيّا أو صناعيا) إلى غاية الوصول إلى المنتج النهائي الجاهز.

ما هي أوجه المنافسة مع المنتجين لنفس المنتوج؟

وهو أمر مهم أيضا، لأن معرفة طبيعة المنافسين و قدراتهم الإنتاجية و خصائص منتجاتهم يوفر فكرة عامة على إيجابيات المنتج أو الخدمة التي تقدمها الشركة و سلبياتها ما يعني معرفة السبيل إلى التحسين و التطوير في المنتج المقدم.

هل أن المنتج قابل للتطوير؟

لأن ذلك يمثل المستقبل بالنسبة للمنتج أو الخدمة إذ أن أي مُنتجٍ أو خدمة غير قابل للتطوير فهو مُنتج محكوم عليه بالإندثار مهما طالت أيام إزدهاره ونُموه، وعلى ذلك الأساس يجب دراسة أوجه التطوير والإبتكار الممكن إدخالها على المنتج أو الخدمة مستقبلا حتى يكون المشروع مستداما.

أهم عوامل النجاح في تحويل الفكرة إلى مشروع

بعد الدراسة والتحليل العميقين للفكرة يأتي دور التطبيق وهو ما يعطي تحقيقا فعليا لفكرة المشروع ويُحولها من خطة مجردة إلى حقيقة واقعية، تختلف المصاعب التي تواجه روّاد الأعمال ومُطوري المشاريع بين مصاعب مادية وأخرى قانونية وحتى مصاعب إدارية لكن ذلك لا يبتعد كثيرا عن مدى الدراسة التي تم إجراؤها على فكرة المشروع قبل تحقيقها فكلما كانت الدراسة أدق كانت المصاعب أقل و التحقيق الفعلي للمشروع أسهل، سنذكر هنا أهم عوامل إنجاح فكرة المشروع وتحويلها إلى واقع:

أحد أهم تلك العوامل هو ما يتعلق بالتمويل، إذ أن رصد الميزانية اللازمة لبعث المشروع يعتبر أمرا غاية في الأهمية، لكن في هذا الباب لا يعني أن رائد الأعمال أو باعث المشروع مطالب بأن يكون ثريا ليستطيع بعث مشروعه الخاص وتحقيق فكرته وتحويلها إلى واقع، إذ توجد غير طريقة لتمويل مشروعه لعل أهمها إقناع مسرعة مشاريع بتمويل فكرته (مشروعه) أو رسم خطة تمويلية عبر قروض ميسرة أو حتى عبر التمويل الذاتي وإن كان محدودا ثم التدرج شيئا فشيئا في زيادة ميزانية المشروع.

لكن أهم شيء في هذا المجال هو التدقيق في الميزانية والتقسيم الذكي للموارد وحَوكمة المصاريف خاصة وأن تقليص المصاريف من أهم ما يجب أن تتصف به هذه المرحلة.

متى يمكنني تنفيذ فكرتي وبعث مشروعي الخاص؟

من العوامل الأخرى لإنجاح فكرة المشروع وتحويلها إلى واقع إيجاد شراكات مع رواد أعمال ناجحين لأن ذلك يفيد باعث المشروع في وجهين، الأول إستفادته من خبرة رائد الأعمال الشريك والذي سيكون أكثر خبرة منه لعامل التجربة، وثانيا سهولة الحصول على تمويل للمشروع لأن وجود رائد الأعمال الناجح في الشركة المنشئة يبعث على طمئنة جهات التمويل وتسريع المشاريع.

أيضا، يعتبر التقيد بسياسة المراحل أحد أهم عوامل نجاح مرحلة تحويل الفكرة إلى مشروع إذ أن ما يسرع إنهيار المشروع و فشله التسرع و تجاوز مراحل نموه ما يدفع إلى خطو خطوات تفوق قدرته و من ثم يتجه نحو الإفلاس و الفشل، لذلك يجب على باعث المشروع إتخاذ سياسة النفس الطويل فيما يخص تطوير مشروعه و تنميته (لا يعني ذلك تجنب الطموح).

إضافة إلى كل هذا لا ننسى و علينا أن لا ننسى العامل الأهم و هو العمل المكثف و الإجتهاد في تحقيق فكرة المشروع، لأن باعث المشروع الطموح لن يحقق أي نجاح دون عمل، ليس ذلك فحسب بل إن العمل الذي يعتبر مطلوبا في المرحلة الأولى من إنشاء المشروع و تحقيقه من خلال الفكرة المبتكرة التي يعمل عليها قد توازي أضعاف الطاقة و العمل الذي يمكن أن يعمله باعث المشروع لاحقا بعد إنطلاق مشروعه و سيره في الإتجاه الصحيح، و هذا طبعا يختلف من شخص إلى آخر.


وسم: ريادة الأعمال

إقرأ أيضا:



أحدث أقدم