في أغلب المواقع الإلكترونية التي تزورها ستعترضك الإعلانات الإلكترونية الجانبية
لكن كمستخدم، هل تنقر على تلك الإعلانات أم أنها تستفزك ؟
الإعلانات الإلكترونية (Electronic Advertising) هي نوع من الإعلانات التي يتم إشهارها عبر الويب، حيث ولدت مع ولادة الإنترنت، فمنذ إنطلاق شبكة الإنترنت العالمية أصبح التفكير في إدخال الإشهارات و الإعلانات التي كانت منتشرة بشكل كبير عبر الإعلان المطبوع و الإعلان الإذاعي و التلفزي على صفحات الويب و المواقع الإلكترونية التي أخذت في التوسع أمرا مثيرا و ذا جدوى
و بغض النظر عن الطريقة التي يعمل بها الإعلان الإلكتروني و طريقة تسويقه و قيمة سوق الإعلانات الإلكترونية و المنصات المهيمنة على هذه الصناعة، فإن إهتمامنا في هذا المقال سيتركز على نفسية المستخدم التي تدفعه إلى النقر على الإعلان الإلكتروني و رغبته في الإطلاع على المنتوج المعلن عنه (منتوج إستهلاكي أو خدمات أو غيرها) أو تجعله يحجم عن النقر عليه أو ربما تعطيل ظهوره إن بلغ مستوى الإستفزاز له
حسب الدراسات و تحليل البيانات و ردود فعل المستخدمين أو تعليقاتهم أو آرائهم و مواقفهم التي يبدونها إزاء الإعلانات الإلكترونية يمكن إختصار الأسباب الرئيسية التي تدفع بعض المستخدمين إلى تجنب النقر على الإعلانات الإلكترونية فيما يلي :
أسباب تخص المستخدم
• التخوف من الروابط المشبوهة
يتجنب الكثير من المستخدمين النقر على روابط الإشهارات و الإعلانات الإلكترونية لتخوفهم من الروابط المشبوهة و التي قد تحتوي على فيروسات أو ملفات خبيثة مما يجعلهم يرفضون النقر على أي موقع إلكتروني إشهاري بالإطلاق
في هذا الجانب، لا يجب أن ننكر أن بعض الروابط المشبوهة أو الملفات المفخخة بفايروسات يتم دسها أو تضمينها داخل روابط أخرى لتظهر في شكل إعلان أو إشهار إلكتروني، لكن ذلك ليس على إطلاقه، حيث أن المنصات المعروفة بنشر الإشهارات و الإعلانات الإلكترونية (مثل Google Adsense و Adwords و Ad-center و غيرها) تقدم روابط مضمونة و آمنة بشكل كامل، لكن يجب على المستخدم التأكد من أمان الموقع الذي يزوره لمعرفة حقيقة الإشهارات التي تظهر به
• الأفكار المسبقة بعدم إقتناء المنتوج أو الخدمة المعلنة
و ذلك يخص المستخدمين الذين لا يملكون رغبة في التعرف على المنتوجات أو الخدمات المعروضة و التي تظهر في الإعلانات الإلكترونية في حال كانوا لا ينوون إقتناءها أو لا يبحثون عنها إبتداءً
هذا الصنف من المستخدمين كثير نسبيا، و من هنا أصبح تحليل البيانات أمرا أساسيا في صناعة الإعلانات الإلكترونية إجمالا حيث تعمل برامج الذكاء الإصطناعي على تقديم إعلان موافق لما يبحث عنها كل مستخدم بحيث يكون ذلك الإعلان موجها للمستخدم بشكل مخصوص، لكن يبقى تجنب النقر على الإعلانات الإلكترونية من قبل المستخدمين غير المهتمين بالمنتوج أو غير الباحثين عنه أصلا سببا أساسيا في تجنب النقر على الإعلانات
• الفكرة السائدة حول عدم موافقة الإعلانات الإلكترونية للمنتوجات في الواقع
سادت فكرة عامة، رغم نسبية حقيقتها، بأن ما يوجد في الإشهارات و الإعلانات الإلكترونية يختلف كثيرا أو على الأقل نسبيا عن المنتوج أو الخدمة في حقيقة الأمر و في الواقع حيث أن الشركات المعلنة ترسم صورة مثالية لمنتوجاتها و عادة ما تكون مغايرة للواقع و محسنة بطريقة مبالغ فيها، و لأن بعض المستخدمين قد يكونون قد جربوا منتوجا أو سلعة أو خدمة ما و لاحظوا الإختلاف الكبير بين حقيقتها على أرض الواقع و الصورة التي رسمت عنها في الإشهار أو الإعلان الإلكتروني فقد نشأت فكرة عامة بأن الإعلانات الإلكترونية "كاذبة" نوعا ما
هذا السبب يساهم بنسبة كبيرة في دفع بعض المستخدمين و المتصفحين إلى تجنب النقر على الإعلانات الإلكترونية أو ربما إنشاء حاجز نفسي يجعلهم لا يفكرون حتى بالنظر إلى الإعلان الإلكتروني فضلا عن النقر عليه
![]() |
الإشهارات و الإعلانات الإلكترونية |
أسباب تخص الإعلان الإلكتروني
• ظهور الإعلان بشكل إستفزازي
يستاء الكثير من المستخدمين و متصفحي الويب من الإشهارات و الإعلانات الإلكترونية التي تظهر بشكل يرونه إستفزازيا (خاصة ما يعرف بالإعلان العائم : Floating Advertising) ما يدفعهم إلى منع ظهوره أو تجنبه أو حتى مغادرة الموقع الذي يزورونه و يظهر فيه ذلك الإعلان
من بين تلك الحالات ظهور الإعلان الإلكتروني بشكل متكرر ما يجعل المستخدم أو المتصفح للويب يضجر من ظهوره ما يدفعه إلى طريقة ما للتخلص منه و غالبا ما يكون عبر تصنيفه محتوى غير مرغوب فيه أو تفعيل منع ظهور الإعلانات، في حالات أخرى قد يكون الإعلان عرضيا بحيث يظهر بشكل يعيق المستخدم و يحول دون مواصلة تصفحه و غالب المستخدمين في تلك الحالة يتجنبون النقر على الإعلان و الضغط على خيار إغلاق النافذة الإعلانية
يعتبر هذا السبب من الأسباب الرئيسية التي تدفع المستخدمين إلى تجنب النقر على الإعلانات الإلكترونية و التي تسبب لهم الضجر و الملل من الإعلانات و الإشهارات
• عدم جاذبية الإعلان
حيث تظهر بعض الإعلانات الإلكترونية غير الواضحة من حيث المضمون أو غير الجذابة و بذلك يحجم كثير من المستخدمين النقر عليها، هذا السبب يدفع الشركات إلى الإهتمام كثيرا بجاذبية الإشهارات و الإعلانات الخاصة بهم لجذب أكثر عدد من الزوار
فمن الملاحظ أن بعض الإعلانات تكون غاية في الجاذبية و إثارة الإنتباه من خلال صور أنيقة و جذابة أو تعليق مثير أو ألوان تدفع إلى الإهتمام بالإعلان و التفكير بالإطلاع عليه و قد ينتهي الأمر بالنقر على الإعلان رغم أن المنتوج أو الخدمة تكون في الأصل بسيطة و غير ذي قيمة عالية
• موضع الإعلان غير المناسب
و هذا السبب يكون عادة نادرا لكنه يصبح سببا مساهما في جعل المستخدمين لا ينقرون على الإعلان لكونه في موضع غير مثير للإنتباه على صفحات الويب، يمكن أن يقع هذا الأمر في الحالات التي يكون فيها توزيع الإعلانات غير دقيق و من قبل أشخاص غير مختصين من المشرفين على المواقع الإلكترونية أو صفحات الويب
و لأن برامج الذكاء الإصطناعي و تحليل البيانات و العمل بطريقة ذكية في عصرنا جعل نسبة وصول الإعلانات للأشخاص المناسبين أمرا دقيقا فإن توزيع الإعلانات عبر الوسطاء الإعلانيين (مثل قوقل أدسنس و أدسنتر و غيرهم) يتم في مواقع مثيرة للإنتباه و ضمن حقل الرؤية على صفحات الويب حيث يتم إختيار مواقع وضع الإعلانات عبر برنامج تتبع العين مما يسمح بمعرفة الزوايا و الأماكن الأكثر رؤية من عين المستخدم و تلك التي تعتبر "مناطق مظلمة" أو "مناطق عمياء"
تظهر الأماكن الأكثر تركيزا و تتبعا من قبل العين عبر برنامج تتبع العين (برنامج ذكاء إصطناعي) كالصورة التالية
![]() |
إختيار أماكن الإعلانات الإلكترونية عبر برنامج تتبع العين |
عموما، بعض الأشخاص من المستخدمين و متصفحي الويب ينقرون على الإعلانات الإلكترونية، و هذا كاف لجعل الإشهارات و الإعلانات الإلكترونية موجودة على الإنترنت و على صفحات الويب و في المواقع الإلكترونية و هو كافٍ أيضا لجعل المعلنين و الشركات التي تمثل الوسيط الإعلاني يستمر في عمله، البعض الآخر يعتبرون الإعلانات الإلكترونية محتوى غير مرغوب ما يدفعهم إلى منع ظهوره أو إخفائه، و البعض أيضا لا يهتم بالإعلانات الإلكترونية إطلاقا و قد لا يلاحظ ظهورها حتى .
إقرأ أيضا :
بياناتك على الإنترنت، تعرف على خفايا لعبة البيانات !
كيف تجعل موقعك الإلكتروني يظهر في نتائج البحث على قوقل
كيفية معرفة مصادر الروابط المختصرة بطريقة مبسطة
معرفة أكثر الكلمات بحثا في جوجل، إليك الطريقة الأسهل لذلك
أنشئ موقعك الإلكتروني مجانا.. أفضل 4 مواقع تتيح لك ذلك !
مستقبل المعرفة©
Tags:
انترنت