السيارات ذاتية القيادة، كنز من البيانات !

عبر مجساتها و أجهزة الإستشعار خاصتها 

يمكن للسيارات ذاتية القيادة جمع بيانات مهولة عن كل ما يحيط بها !


توفر السيارات ذاتية القيادة كمية ضخمة من البيانات

توفر السيارات ذاتية القيادة كمية ضخمة من البيانات


لا شك أن البيانات، و البيانات الضخمة (Big Data) بالتحديد يتم جمعها بشكل عام من الأجهزة الإلكترونية و أجهزة الإتصال و المواقع الإلكترونية و صفحات الويب و الآلات و كل ما يمكن أن يترك أثرا و معلومات إلكترونية للمستخدمين أو للعمليات و المهام التي تتم إلكترونيا 

لكن مما قد يستغربه البعض أن الإصدارات الحديثة الذكية لوسائل تقليدية مثل السيارات و نتحدث هنا عن السيارات ذاتية القيادة (Self-driving Cars) يمكنها أن تمثل خزانا من البيانات التي يمكن الإستفادة منها و تحليلها و إستخدامها في مجالات متعددة كونها تعتمد في تحركاتها التي تتم عبر برنامج كمبيوتر يحلل البيانات التي تجمعها المجسات و أجهزة الإستشعار و التي تقدر بآلاف جيغابايت (Gb)

في هذا المقال سنتحدث عن البيانات الضخمة و المهولة التي يمكننا الحصول عليها من السيارات ذاتية القيادة و طريقة تجميعها و كمياتها و أهمية المركبات ذاتية القيادة و الذكية بالنسبة لعلم البيانات، متابعة طيبة

كيف يتم تجميع البيانات عبر السيارات ذاتية القيادة ؟


إن السيارة ذاتية القيادة صُنعت ليتم الإستعاضة عن السائق البشري بسائق آخر و لكنه عبارة عن روبوت !
لذلك فإن الدور الذي سيقوم به الروبوت المسؤول عن قيادة هذا النوع من السيارات سيكون مماثلا تقريبا لما يقوم به البشر عند سياقتهم لسياراتهم و لكن عبر أجهزة إلكترونية و مجسات تعوض حواس الإنسان و تقوم بنفس الوظائف تقريبا مثل مشاهدة الطريق من الواجهة الأمامية للسيارة و الإحتراس من السيارات الأخرى و المشاة في الطريق و الإنتباه للبنايات و الأجسام التي يحتوي عليها مكان السير كالأعمدة و الأشجار و علامات الطريق و غير ذلك

و لتجميع البيانات من صور و تسجيلات فيديو و قياسات للمسافة بين السيارة ذاتية القيادة و السيارات الأخرى و تلك الأجسام في الطريق فإن السيارة ذاتية القيادة مجهزة بكاميرات جانبية ذات دقة عالية للتصوير و إلتقاط صور و مقاطع فيديو بدقة و بسرعة لتحليلها و عادة ما توجد أكثر من كاميرا بتلك المواصفات في السيارة الواحدة إضافة وجود حساسات مختلفة  كالرادارات (Radars) و ليدار (LiDAR) : و هو (نظام للمسح الضوئي ثلاثي الأبعاد و المسح الضوئي بالليزر يستخدم في قيس المسافة إلى الهدف عبر إضاءته، عادة بإستخدام ضوء الليزر النبضي، ثم قياس النبضات المنعكسة لتحديد المسافة الفاصلة عن الهدف) إلى غير ذلك من حساسات سرعة و نظام تحديد المواقع (GPS) و غيرها


إقرأ أيضا في نفس الموضوع أفضل 7 سيارات ذاتية القيادة في العالم


توفر تلك الأجهزة التي تعمل بها السيارات ذاتية القيادة كمّا هائلا من البيانات، بيانات مختلفة من صور و فيديوهات و قياسات و سرعات و بيانات عن السيارات الأخرى و التي تتشارك معها الطريق خاصة أن السيارة ذاتية القيادة بإمكانها التواصل مع السيارات الأخرى التي تشترك معها في المزايا و بيانات عن الطريق و علاماته و محتوياته إلى غير ذلك

كميّة البيانات التي توفرها السيارة ذاتية القيادة 

المثير في الأمر و الذي يعتبر أهم ما في هذا المقال أن البيانات التي توفرها السيارات ذاتية القيادة تصل إلى آلاف الجيغابايت (Gb) بل إن السيارة ذاتية القيادة الواحدة تصدر ما يقارب 15 تيرابايت (TB) من البيانات في الساعة الواحدة !

لك أن تتخيل (بإعتبار أن 1 تيرابايت = 1000 جيغابايت) أن سيارة واحدة ذاتية القيادة توفر 15000 جيغابايت (Gb) من البيانات خلال ساعة واحدة، ما يعني أنه بالإمكان الحصول على بضعة بيتابايت (Pb) شهريا (1 بيتابايت = 1000 تيرابايت = 1000000 جيغابايت)
إنها كميات هائلة من البيانات، كميات يعجز العقل عن إستيعابها بل إن جمعها و نقلها و ثم تحليلها يمثل في حد ذاته تحديا كبيرا !

التعامل مع هذه الكميّة من البيانات 

التحدي الحقيقي هو جمع تلك البيانات من أسطول السيارات ذاتية القيادة و نقلها إلى مركز البيانات و تخزينها و هو ما يتطلب مجهودا و موارد بشرية و مادية كبيرة

و من المعلوم أيضا في عالم السيارات ذاتية القيادة أنها لا تعمل كليّا عبر الربط بشبكة الإنترنت (أو عبر الإتصال بالواي فاي WiFi) لأن السيارة ذاتية القيادة لا تعتمد على الإنترنت بشكل أساسي فهي أنها مصممة بحيث تكون جميع مهام التحكّم و التحليل متركز في السيارة نفسها نظرا لأنها قد تسير في أماكن تضعف أو تنقطع فيها شبكة الإنترنت

و هو ما يجعل الوصول إلى ذلك الكنز من البيانات يتطلب جمعها و نقلها من أسطول السيارات ذاتية القيادة نفسها إلى مراكز بيانات للدراسة و التحليل و وضع العلامات المرجعية لكل إطار مهم و بالتالي توفيرها للمهندسين لتحليلها

فيما تتمل فوائد تلك البيانات التي توفرها السيارات ذاتية القيادة ؟


تكمن أهميتها في نماذج الذكاء الإصطناعي التي يتم تصميمها بالإعتماد عليها و على تحليلاتها، و لأن برامج الذكاء الإصطناعي التي تعمل بها السيارات ذاتية القيادة لا تزال في طور الإختبار لعدم إنتشار هذا النوع من السيارات بالشكل المعتبر فإن تلك البيانات تساعد المهندسين على تحسين أداء تلك البرامج و تطوير عملها


إقرأ أيضا في نفس الموضوع بياناتك على الإنترنت، تعرف على خفايا لعبة البيانات !


من ناحية أخرى، يمكن أن يستفاد عرضيّا من تلك البيانات التي تم جمعها في مجال المسح الجغرافي أو تحديد المواقع أو الإستفادة من الصور و الفيديوهات ذات الدقة العالية و التي تم الحصول عليها تلقائيا و هو ما يساعد الشركات التي تعمل على دراسة و تحليل البيانات الضخمة في تحديد إحتياجات المستخدمين و ميولاتهم و معرفة إحتياجاتهم

و بشكل عام، فإن البيانات دائما ما تكون ذات فائدة، و لا يمكن أن تعتبر غير مجدية أو تستحق الإهمال خاصة إذا كانت متوفرة بكميّات ضخمة كما هو الحال مع البيانات المتأتية من السيارات ذاتية القيادة و التي تحتوي وسائط مختلفة من صور و فيديوهات و أقيسة مسافات و سرعات تلقائية لا تستوجب جهدا يذكر في جمعها، و هو ما يجعلها كنزا ثمينا بالتأكيد .





إقرأ أيضا :

أفضل 7 سيارات ذاتية القيادة في العالم

كيفية العمل على تحليل البيانات الضخمة

كيف تغير البيانات العالم ؟

مذا تعرف عن البيانات الضخمة ؟

علم البيانات، معطيات مهمة بإختصار !




مستقبل المعرفة©

أحدث أقدم