بياناتك على الإنترنت، تعرف على خفايا لعبة البيانات !

ما تراه تافها من بياناتك الخاصة عن حياتك اليومية، هي كنز لغيرك من الشركات و المواقع و المستثمرين لعلم البيانات !

تعرف في هذا المقال على علاقة البيانات الشخصية بسياسات التوجيه الإستراتيجي 



أهمية بياناتك الشخصية (personal data) بالنسبة للشركات

أهمية بياناتك الشخصية بالنسبة للشركات



هل تعرف مذا تعني بياناتك الشخصية للذين يستعملونها ضمن دراسة البيانات و تحليلها ؟

إنها كنز، هكذا و بهذه البساطة يمكنك فهم مدى إعتماد الشركات و المؤسسات الخاصة و حتى العام على علم البيانات بما هو دراسة للبيانات المتراكمة و المتواجدة خاصة على شبكة الإنترنت لك و لغيرك و لكل مستعملي الشبكة تقريبا !

لكن، ما علاقة البيانات الشخصية على الإنترنت بالشركات ؟


هنا بيت القصيد، فما يمكن للشركات من رصده و تحديده من البيانات المختلفة خاصتك و التي قد لا توليها أهمية كبرى مثل آخر كلمة بحثت عنها في محرك البحث أو الوقت الذي حددته لإستيقاضك أو وقت نومك أو تغريداتك و منشوراتك أو حتى التغريدات و المنشورات و الصور التي سجلت إعجابك بها أو علقت عليها تلك البيانات تعني لهم الكثير حيث يتم إستخدامها للتنبؤ بالتوجهات المستقبلية للإقتصاد و العقار و الإلكترونيات و الخدمات و حتى السياسة لتشمل كل جوانب الحياة تقريبا !

لذلك عليك أن لا تظن إطلاقا أن بيانتك الشخصية هي ملكك وحدك !
و لك أن تفكر في سبب بسيط لفهم الأمر، فمثلا ما الذي يدفع الشركات التكنولوجية العملاقة لجعل محركات البحث مثل محرك البحث قوقل Google أو Google Maps للخرائط مجانيا و بدون مقابل ؟
الأمر بسيط لأن المقابل هو "بياناتك" !

قد يبدو الأمر مخيفا لكنها الحقيقة، و ما أخبار الشكاوى و الدعاوى القضائية التي ترفع من حين لآخر ضد شركات و مواقع إلكترونية و تطبيقات مخصصة للهواتف الذكية إلا بسبب "إنتهاك" تلك الأخيرة لخصوصيات مستخدميها و زائريها و الذي يتم (في أوقات كثيرة) دون علمهم أو موافقتهم، ما يجعل الأمر مخالفا قانونيا و يستوجب عقوابات أو غرامات أو إجراءات قانونية أخرى ضد تلك التطبيقات أو المواقع

يعود هذا "النهم" على الوصول إلى البيانات الشخصية للمستخدمين للقيمة العالية التي تمثلها البيانات (Data) حيث أنها و كما أصبح متعارفا عليه تمثل "نفط القرن الواحد و العشرين" لما يمكن من خلالها أن يتخذ من قرارات و يصنع من خدمات و يطور من حاجيات


كيف تستخدم البيانات من قبل الشركات ؟


ما تبحث عنه مثلا على أحد محركات البحث (قوقل Google مثلا) يمثل طلبا و حاجة منك تستوجب سدا لتلك الحاجة أو توفيرا لتلك الخدمة و القياس يشمل ملايين المستخدمين ما يعني أن تحليل البيانات للملايين من الأشخاص سيرسم بلا شك صورة عن التوجه الشعبي العام لخدمة ما و بالتالي فإن الشركات ستعمل على توفير تلك الخدمات المطلوبة، إليك بعض الأمثلة ليتضح الأمر

‏أنت مثلا تبحث عن حجوزات لرحلة تريد القيام بها بإتجاه مدينة "ميامي" (Miami) الأمريكية في شهر يناير بتاريخ محدد، هكذا تتفق كل المواقع و وكلاء السفر على سعر معين و إحتكاره عن طريق علم البيانات !

لكن كيف يتم ذلك ؟
الأمر سهل، عن طريق تحليل البيانات المترسبة عن المتصفحين و مستخدمي الإنترنت الذين بحثوا عن أسعار حجوازات الفنادق و تذاكر الطيران لتلك المدينة في ذلك التاريخ مما يعني إرتفاعا في الطلب من قبل المسافرين و المسافرين المحتملين (أو إنخفاضا في الطلب) و عليه يتم تحديد الأسعار من قبل وكالات الأسفار !

‏تلك البيانات يستخدمونها أيضا في إفتتاحيات المطاعم من خلال إختيار الموقع المناسب و حتى في التأثير على سلوك الناس و ثقافتم الإستهلاكية !

لك أن تتصور أيضا أن بعض "الصدف" و التي تراها صدفا كأن يعترضك إشهار أو تسويق لمنتج ما لم يمض وقت طويل منذ أن بحثت عنه في محركات البحث أو في خانات البحث للمواقع الإلكترونية أو شبكات التواصل الإجتماعي، الأمر حتما ليس بالصدفة إذ أن بياناتك التي تركتها حال بحثك عن ذلك المنتج رسم لشركات التسويق و الإشهار صورة عن حاجتك له و أنك مهتم بإقتنائه ما يعني أنك عميل محتمل للشركات المسوقة و المنتجة لذلك المنتج مما يدفعهم لإستهدافك بإشهارات ذات صلة


هل من إستخدامات أخرى للبيانات الشخصية ؟


نعم بلا شك، فقد أصبحت تستخدم للتأثير على الرأي العام الشعبي و حتى على التوجهات الإستراتيجية للشعوب، فقد تم إستخدامها عام 2016 في الإنتخابات الأمريكية حيث أثرت على نتائجها و أودت بإنتخاب "دونالد ترمب" (Donald Trump) رئيسا الولايات المتحدة الأمريكية (فيما يعرف بفضيحة "كامبريدج أناليتكا" نسبة لمؤسسة Cambridge Analytica المختصة في جمع البيانات و تحليلها و التي تورطت في التأثير على الرأي الشعبي في الإنتخابات الأمريكية) و هو ما حدا ببعض الدول لمنع إستخدام بيانات المستخدمين نظير خطورتها و تأثيراتها


هل من حل يمنع الوصول إلى بياناتك الشخصية ؟


بعض الخبراء نصحوا بالبحث ضمن "وضع التصفح المخفي" في حال أراد المستخدم أن يبحث عن حيثيات السفر أو الحجز في الفنادق أو إقتطاع تذاكر سفر،
لكن و رغم ذلك فليس هنالك من شيء مؤكد حول ضمان جدوى التصفح المخفي في هذه الحالات


يمكنك في كل الأحوال الإطلاع على أرشيف البيانات خاصتك و الذي تجمع فيه قوقل Google نسخة عن البيانات التي جمعت عنك عبر هذا الرابط :

takeout.google.com

من الجيد أيضا بالنسبة لك أن تفتح هذا الرابط (عبر حساب قوقل خاصتك) في أحد أجهزتك الإلكترونية كهاتفك الذكي أو جهازك اللوحي أو غيره حتى تحفظ بياناتك الشخصية .



إقرأ أيضا :

علم البيانات، معطيات مهمة بإختصار !

مذا تعرف عن البيانات الضخمة ؟

كيفية العمل على تحليل البيانات الضخمة

كل ما تريد معرفته عن الثورة الصناعية الرابعة

مذا تعرف عن انترنت الأشياء ؟






مدونة مستقبل المعرفة©

أحدث أقدم