الأنمي، ثقافة تغزو العالم العربي

تعرف على أفلام الأنمي المشهورة و إنتشارها في العالم العربي 


رغم انتشارها في العالم العربي منذ التسعينات، الا ان افلام الأنمي Anime أخذت في التوسع عربيا بين مخالف الأعمار

ثقافة الأنمي تغزو العالم العربي



لا شك أن جيل الألفية هو أكثر الأجيال العربية تعلقا بمسلسلات الأنمي (Anime) التي رافقته فترة التسعينات، لكن هذا النوع من مسلسلات الرسوم المتحركة أصبح اليوم مثيرا للإهتمام كونه يشغل الأطفال و المراهقين و حتى كبار السن و لم يعد حكرا على فترة الطفولة كما الحال سابقا، و هذا ما يبعث على محاولة فهم ثقافة الأنمي و مميزاته التي ساهمت في عالميّه و إنتشاره

ما هو الأنمي Anime ؟


كلمة "أنمي" مشتقة من الكلمة الإنجليزية "أنيميشن" (Animation) و ترمز لمسلسلات الرسوم المتحركة اليابانية رغم أن كلمة "أنيميشن" الإنجليزية تعني جميع أنواع الرسوم المتحركة و التي تشمل الكرتون أيضا

تم إنتاج أول فيلم أنمي سنة 1917 (فيلم النصل البالي و مدته دقيقتان) لتستمر بعد ذلك صناعة الأنمي و تتواصل إنتاجاته حتى الستينات حيث شهد مرحلة إزدهاره، في الستينات برز كنوع جذاب من أنواع الرسوم المتحركة خاصة مع أفلام المخرج "أوسامو تيزوكا" الذي تأثر بأعمال و شخصيات "ديزني" (Disney) و استوحى منها رسوما لشخصيات يابانية تتميز بعيون كبيرة ليكون بذلك مؤسس قواعد فن الرسوم المتحركة اليابانية 

تأثير الأنمي في نشر الثقافة اليابانية


رغم أن الأنمي يرمز لمسلسلات الرسوم المتحركة اليابانية إلا أن شهرتها بلغت أنحاء العالم، حيث أصبحت أبطال الأنمي رموزا معتبرة في الولايات المتحدة و أوروبا و الدول العربية التي إستوعبت ثقافة الأنمي منذ تسعينات القرن الماضي، لكن رغم أن هذه الثقافة بدأت محليا في اليابان منذ قرن من الزمان و توسعت جزئيا في باقي مناطق العالم إلا أنها بلغت أوج شهرتها عالميا في السنوات القليلة الماضية خاصة بعد أن فاز فيلم الأنمي الياباني (Spirites away) بجائزة الأوسكار (Oscar) كأفضل فيلم من نوع الرسوم المتحركة سنة 2003


تلعب صناعة الأنمي Anime دورا هاما في نشر الثقافة اليابانية اضافة الى العائدات و الارباح الضخمة لأفلام و مسلسلات الأنمي Anime

تأثير الأنمي في نشر الثقافة اليابانية



لا شك أن العالم يعرف اليابان من خلال تطورها التكنولوجي و التقني و سياراتها عالية التقنية و روبوتاتها و جمال مدنها و إزدهارها، لكن الثقافة التقليدية و التراث الياباني كسب إحتفاءً و شهرة في العالم عن طريق الأنمي بشكل أوسع، و ليس من باب المبالغة أن يقال أن صناعة الأنمي اليابانية جزء أساسي من القوة الناعمة لليابان حيث توصل من خلالها صورة ممتعة و مستحبة عن الحضارة و التراث الياباني لم تكن غيرها من الصناعات لتنجح في ذلك بتلك الطريقة، و هو ما يتجاوز الجانب المادي بالنسية لليابان (حيث أن صناعة الأنمي تدر عائدات و أرباحا ضخمة في اليابان) ليكون قناتها نحو العالم لنشر ثقافتها و التعريف بها


تأثير الأنمي في العالم العربي


لا شك أنك تذكر بدايات تعرّف الشباب العربي على أفلام الأنمي اليابانية مع أفلام الأنمي المدبلجة فترة التسعينات كمسلسل "أنا و أخي" و مسلسل "عدنان و لينا" و "داي الشجاع" و غيرها الكثير من مسلسلات الرسوم المتحركة اليابانية التي أثرت و رسمت طابعها في طفولتنا و مرحلة المراهقة و حتى الشباب خاصتنا، كانت تلك المسلسلات المدبلجة و الموطنّة بما يلائم الثقافة العربية بداية العلاقة العربية مع الأنمي الياباني، و منها أصبح الحديث عن توسع هذا المجال و الفن في المنطقة العربية و التفكير حتى في توطين تلك الصناعة حيث نجد شركات عربية ناشئة تختص في هذا المجال مثل شركة "مانجا للإنتاج" (Manga Productions) السعودية و التي أنتجت فيلما مشتركا مع استوديوهات "توئي أنيميشن" (Toei Animation) و المعروف بفيلم "كنز الحطاب"

لا يقتصر الأمر على ذلك، بل تجاوزه لتصبح ثقافة الأنمي و حتى مصطلحاته دارجة و متداولة في الوسط الشبابي العربي حيث ظهر مفهوم "أوتاكو" (Otaku) و الذي يعني (في اليابان) الهوس الشديد بشيء ما، لكنه يرمز في الوطن العربي للتعلق بالمانجا (قصص التراث الياباني في مجلات المانجا) و الأنمي و مشاهدتها

قد يتخوف البعض من "الغزو" الثقافي للأنمي الياباني لكنه يمثل فنا راقيا و طريقة لعرض الأفكار المعقدة و الحساسة لمجموعة مختلفة من المشاهدين في إطار ممتع و في قالب مثير، و هو بذلك سيلقى توسعا في الإنتشار و نموا في الشهرة بين الأجيال الصاعدة من الشباب العربي

و عليه فإنه (في نظرنا) من الحكمة و الفطنة بمكان أن نحاول ملائمة الثقافة العربية للأنمي الياباني بل و إستعمال هذا المجال للتعريف بالثقافة و الحضارة و التراث العربي بدل محاولة حصاره أو إقصائه كفن منتشر و متقبل من الجميع

و لا يعني أيضا أن نحاول تقليد الأنمي الياباني تقليدا سطحيا إنما الإستئناس بالتجربة اليابانية (خاصة و أن بدايات الأنمي الياباني تأثرت هي الأخرى بأفلام و شخصيات ديزني Disney) و منه يمكننا شق طريقنا لتقديم نسخة "عربية" من أفلام و مسلسلات الرسوم المتحركة التي تحكي للعالم حضارتنا و ثقافتنا و تراثنا الغني و الحال أن صناعاتنا و علومنا و إنتاجنا التقني و الفكري عجز عن ذلك .





إقرأ أيضا :

كنز الحطاب، أول فيلم أنمي عربي ياباني مشترك





مدونة مستقبل المعرفة©

أحدث أقدم