![]() |
المحتوى التقني و الرقمي العربي على الانترنت |
المحتوى التقني على الانترنت، قيمته و أهميته
إن المحتوى الرقمي (e-content) بما هو كل محتوى على شبكة الانترنت من مواقع و صفحات الانترنت يمكن أن يمثل إضافة و قيمة معرفية و يأخذ شكلا من مختلف أشكال المحتوى (الوسائط المتعددة) النصية أو السمعية البصرية من صور و فيديوهات أو غيرها و يعبر عنه بلغة طبيعية معينة من اللغات العالمية أو لغات البرمجة المختلفة، يمثل إستغراقا لكل المحتوى الذي يمكننا أن نجده على شبكة الانترنت، لكننا حين ندقق و نخص بالقول المحتوى التقني يصبح المفهوم خاصا بكل محتوى رقمي يخدم المجال التقني من أخبار و مستجدات عن التكنولوجيا الاستهلاكية أو دروسا و شروحات عن الحاسوب و علومه أو مقالات و تدوينات علمية تأخذ موضوعا من المواضيع التقنية
إن القيمة المضافة للمحتوى الرقمي التقني تكمن في نشر العلم و المعرفة لدى المتلقين على الانترنت، حيث أن الشبكة تعتبر وسيلة من وسائل الاتصال الحديثة و أكثرها انتشارا و بالتالي أوسع عدد ممكن من المنتفعين، إضافة إلى ذلك يساهم المحتوى التقني في تبادل الآراء و الخبرات و المعارف بين صانعيه فيما بينهم و مع المتلقين له من جهة أخرى ما يكون بلا شك مجتمعا علميا متشبعا بالمعرفة،
و هو من جانب آخر مؤشرا من مؤشرات النضج المعرفي و الثقافي لمجتمع ما حيث يمثل جزءا أساسيا من المحتوى الرقمي الشامل و مدى انتشاره و اتساع تلقيه يعكس مدى المعرفة التقنية لذلك المجتمع، و من هنا يمكننا القياس لفهم الاختلال في نسبة المحتوى التقني العربي إلى مجموع المحتوى الرقمي العربي عامة على شبكة الانترنت (رغم ضئالته) ليتبين لنا مدى الثقافة و المعرفة التقنية لدى الشعوب العربية مقارنة بنظيراتها الغربية و الآسيوية،
مؤشر المحتوى الرقمي العربي على الانترنتالانترنت
ليس من المجحف وصف المحتوى الرقمي العربي (يعرف أيضا بالمحتوى العربي على الانترنت أو المحتوى الالكتروني العربي) بأنه هزيل و متواضع، بل إن هشاشته تشمل الكمية حيث إن المحتوى الرقمي المتوفر باللغة العربية على شبكة الانترنت مقارنة بعدد المتكلمين باللغة العربية (يتكلم بها أكثر من 300 مليون متحدث حول العالم) ضئيل جدا، إضافة إلى كثرة صفحات الويب المكررة و تداخل أحرف و رموز اللغات في كثير من صفحات المحتوى يجعل النسبة الدقيقة من المحتوى الهادف و البناء أقل من المقدّرة حتى،
حسب إحصائيات منتشرة فإن المستخدم العربي للانترنت يمثل 3 % من مجموع مستخدمي الانترنت في العالم !
نسبة المحتوى التقني العربي كما تؤكده الإحصائيات لا يتجاوز 1 % من مجموع المحتوى التقني العالمي
يوجد أكثر من 600 ألف مقالة على موسوعة ويكيبيديا العربية حتى الآن منذ إنشائها (أنشئت موسوعة ويكيبيديا في عام 2001 و بدأت النسخة العربية منها في سنة 2003) و تعتبر في مرحلة بناء للمحتوى
إن المحتوى التقني العربي أقل من المحتوى الرقمي العربي كونه فرع و جزء منه أولا حيث أن المحتوى الرقمي شامل و يستغرق كل أشكال المحتوى الأدبية منها و الفنية و العلمية و غيرها، و ثانيا لضعف المادة العلمية المقدمة و ضئالة الإفادة حيث أن أغلب المقالات و صفحات الويب ضمن المحتوى التقني لا تعدو كونها إما ترجمة لمواد بلغات أجنبية أو أنها عبارة عن أخبار تكنولوجية و سرد للمستجدات التقنية على الصعيد العالمي
اللغة العربية تحتل المركز السابع دوليا على شبكة الانترنت
توجد ندرة للمحتوى الرقمي العربي عموما على شبكة الانترنت حيث لا يتعدى ما نسبته 3 % و يعادل 660 مليون صفحة ويب من مجموع المحتوى الرقمي العالمي
تجدر الإشارة أيضا إلى أن المحتوى الرقمي العربي و التقني خصوصا على شبكة الانترنت في نمو تدريجي رغم أنه نمو بطيئ مقارنة بالواقع العالمي، لكنه يسمح بالإعتماد عليه في سبيل إثراء و توسيع هذا المحتوى دفعه إلى مستويات فعالة عالميا
أكثر ما يشوه سمعة المحتوى التقني العربي بعد ضئالته و قلته هي حقيقة كثرة النسخ و اللصق في أغلب صفحات الويب إضافة إتكرار الأفكار و التدوينات مما جعل الإضافة و المعلومة النافعة نادرة
نذكر أيضا الانتشار الفج للمدونات و المواقع التي تنشر العلم الزائف و المعلومات المغلوطة منها ما يتخذ المعلومات العجيبة و الاقتباسات الوهمية غطاء لما يدعي أنه موقع للثقافة العامة، و منه ما يأخذ أشكالا تقنية حيث ينشر طريقة قرصنة موقع أو الحصول على انترنت مجانية أو شحن هاتف بطريقة سحرية و هذا كله زاد من هشاشة المحتوى التقني العربي
أيضا ضعف الاهتمام الشعبي العربي للتقنية و للثقافة التكنولوجية مما يساهم في إضعاف الجهود المبذولة في نشر المعرفة و تقريب التقنية و التكنولوجيا للمتلقين على شبكة الانترنت، و لا شك أن الميول الشعبية العربية لو كانت موجهة للحصول على المعرفة و التمكن من فنون التقنية لزاد المحتوى و توسع النشر و تطورت المادة العلمية المقدمة
هل من مبادرات عربية لتنمية المحتوى التقني العربي ؟
اللغة العربية تحتل المركز السابع دوليا على شبكة الانترنت
توجد ندرة للمحتوى الرقمي العربي عموما على شبكة الانترنت حيث لا يتعدى ما نسبته 3 % و يعادل 660 مليون صفحة ويب من مجموع المحتوى الرقمي العالمي
تجدر الإشارة أيضا إلى أن المحتوى الرقمي العربي و التقني خصوصا على شبكة الانترنت في نمو تدريجي رغم أنه نمو بطيئ مقارنة بالواقع العالمي، لكنه يسمح بالإعتماد عليه في سبيل إثراء و توسيع هذا المحتوى دفعه إلى مستويات فعالة عالميا
ما هي آفات المحتوى الرقمي العربي ؟
أكثر ما يشوه سمعة المحتوى التقني العربي بعد ضئالته و قلته هي حقيقة كثرة النسخ و اللصق في أغلب صفحات الويب إضافة إتكرار الأفكار و التدوينات مما جعل الإضافة و المعلومة النافعة نادرة
نذكر أيضا الانتشار الفج للمدونات و المواقع التي تنشر العلم الزائف و المعلومات المغلوطة منها ما يتخذ المعلومات العجيبة و الاقتباسات الوهمية غطاء لما يدعي أنه موقع للثقافة العامة، و منه ما يأخذ أشكالا تقنية حيث ينشر طريقة قرصنة موقع أو الحصول على انترنت مجانية أو شحن هاتف بطريقة سحرية و هذا كله زاد من هشاشة المحتوى التقني العربي
أيضا ضعف الاهتمام الشعبي العربي للتقنية و للثقافة التكنولوجية مما يساهم في إضعاف الجهود المبذولة في نشر المعرفة و تقريب التقنية و التكنولوجيا للمتلقين على شبكة الانترنت، و لا شك أن الميول الشعبية العربية لو كانت موجهة للحصول على المعرفة و التمكن من فنون التقنية لزاد المحتوى و توسع النشر و تطورت المادة العلمية المقدمة
هل من مبادرات عربية لتنمية المحتوى التقني العربي ؟
بعثت مبادرات عربية مختلفة سعت لإحداث نقلة نوعية و تنمية معتبرة للمحتوى الرقمي و التقني العربي بعضها فشل و بعضها أصابت من هدفها القليل نذكر بعضها :
أول تلك المبادرات و أهمها إنشاء النسخة العربية لموسوعة ويكيبيديا سنة 2003 و هي أهم موقع ثقافي عربي على شبكة الانترنت
موسوعة المعرفة و هي موسوعة عربية على الانترنت أنشأت في 2007 استلهمت التجربة من ويكيبيديا العربية
موسوعة موضوع و هي أكبر موقع عربي في العالم !
أطلق رسميا في 2012 (الاطلاق المبدئي منذ 2010) مقالاته شاملة و عالية الجودة و قد تحصل حسب ترتيب ألكسا (Alexa) على المرتبة 537 عالميا
أطلقت البحرين في 2009 الجائزة العربي للمحتوى الالكتروني
مؤخرا أطلقت السعودية مبادرة العطاء الرقمي في 2018 بهدف نشر المعرفة و إثراء المحتوى التقني العربي
هذا إضافة إلى المدونات و المواقع و الصفحات التقنية التي أنشأت في السنوات القليلة الماضية و التي نجحت نسبيا في دعم و تنمية المحتوى التقني العربي و ساهمت في تعديل الاهتمام و تقديم الاضافة و نشر المعرفة عربيا
ما هي اتجاهات الانترنت و التكنولوجيا ما بعد 2018 ؟
إن أهم ما سيواصل طريقه في النمو عالميا هو نسبة المرتبطين بشبكة الانترنت العالمية، فحسب دراسات (تقرير Kleiner Perkins) فإنه إعتبارا من العام 2018 سيكون نصف سكان العالم مرتبطين بالانترنت (حوالي 3.6 مليار شخص)
من المرجح أيضا أن تزداد وتيرة التجارة الالكترونية ليصبح 13 % من مجموع مشتريات التجزئة تحدث عبر الانترنت
التوسع في التكنولوجيا الحديثة كالطباعة ثلاثية الأبعاد و الذكاء الاصطناعي مع إطلاق نطاق الجيل الخامس من الانترنت ( 5G )
و هو ما يلخص أهمية التقنية و التكنولوجيا في عالمنا و ضرورة العمل على تنمية معرفتنا و ثقافتنا بما يتلائم مع التقدم و التطور الحاصل، و أول ما يساهم في تنمية المعارف هو تنمية المحتوى التقني العربي و توسيع صناعته .
إقرأ أيضا ::
مدونة مستقبل المعرفة©
Tags:
تكنولوجيا